اللهم إني أسألك السجن !!
هي دعوةٌ ليست ككل الدعوات ..
دعوةٌ بأن يرزق الله صاحـِـبـَها السجن و القيْد و تـُمنع عنه الحرية .
دعوةٌ صادقة خرجتْ من قلب صاحبها ، سأل الله فيها أن يُزِجَ به إلى السجن ليعتزل الناسَ و يعتزلَه الناسُ .
دعوةٌ صـاحــَــبـَـها يقينٌ من صاحــِــبــِـها بأن السجن لديه أحبّ من الحرية ..
فارتفعتْ هذه الدعوة ثم فُتحتْ لها أبواب السماء فاستجابها عالم الغيب و الشهادة .
أيُعقل هذا ؟!
أيُعقل أن يدعو إنسانٌ عاقل ربَّه ليرزقه السجن ؟!
نعم يُعقل و يُعقل إذا كان السجن حلاً لمشكلة و ملاذاً آمناً من الفتنة .
يقول الله عز و جل { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) }
فهل رأينا و سمعنا صِدْقاً أكثرَ من هذا ؟؟
يوسفُ - عليه السلام - يسأل الله السجن حتى لا يقع في فتنة النساء .
يوسفُ - عليه السلام - يسأل الله السجنَ حتى لا يصبو إلى النساء .
رغم أنه قادر – عليه السلام – أن يهربَ من مصرَ بدون مشاكل .
فلا أهلٌ له هناك ، و لا عشيرة ، و لا قبيلة ، و لا زوجة و لا أولاد .
كان مجرّد عبد و خادِم عند عزيز مصر ..
فلن يضرَّه شيءٌ إن هرب .
لكن ..
لكن الهرب من المشكلة ليست حلاّ لها .
حتى تُحل مشاكلنا لابد من مواجهتا ، و نعترض طريقها ، و نبحث عن حلٍ مناسبٍ لها .
أعود فأقول : لماذا سأل اللهَ يوسفُ السجن َ ؟؟
يوسف – عليه السلام – سأل الله السجن حتى يكون بمعزلٍ عن الفتنة التي تُحيطُ به ..
سأل الله السجن حتى يكون سعيد بمفرده لا يتعرّض له أحد .
فمن منّا سأل الله السجن ؟!
لا أقولُ سجناً محسوساً كسجنِ يوسفَ - عليه السلام –
و لكن سجناً معنوياً .
مـَن مـِنّا فكّر أنه إذا تعرّض لأمرٍ فيه فتنة سأل الله بصدق أن يعزله و يصرف عنه ذلك الأمر ؟؟
كم من شابٍ مستقيم أو غير مستقيم تعرضتْ له فتنة النساء فخاض غمارها ..
و كم من فتاةٍ مستقيمة أو غير مستقيمة تعرضتْ لها فتنة الرجال فخاضتْ غمارها .
و أحيان كثيرة تكون البداية عفوية .. حتى يقعوا في الفتنة .
لم يبيّن لهم الشيطان أن هذا طريق خطِر و أنه قد يحصل به الفتنة ؛ و إنما زيّنه لهم .
بل ربما استشهدوا بقصص من السيرة و أحاديث نبوية و آيات عظيمة و استدلوا بها على صحة ما يفعلون !!
و هم في تلك الفترة تعلو الغشاوةُ أعينــَـهم فلا يرون أنهم مخطئون .
يُقضى على المرء في أيام محنتهحتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ
و قول الله أبلغ و أحسن :
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }
و بعد ( أن يفوقوا من السكْرة تأتي الفكرة )
ثم تندم المرأة و يندم الرجل على ما فعلوا .
لذا أقول من رأى من نفسه ضعف و عدم قُدرة على مواجهة الفتنة فليعتزلْ و ليقلْ (( اللهم إني أسألك السجن ))
سجناً معنوياً يبعده عن الدخول في بحر الفتنة و هو لا يُجيد العوم و ليس لديه ( قارب نجاة ) ليسير به .
ليسأل الله أن يحبسه عن ما يوقعه في الباطل و الفتنة أيّاً كان ذلك الأمر .
و أنا لا أخص الحديث عن الفتنة ( بين الجنسين ) و لكن أتحدّث عن كل أمر يرى صاحبُه أنه لن ينجو منه إن غامر و جرّبه .
و الإنسان أدرى بنفسه { بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) ْ}
و يعلم ما ينفعه و ما يضرّه ..
على الأقل يكون متيقـّـن داخل نفسه بضرر ما يفعل و إن أظهرَ للناسِ عكسَ ذلك .
لنفعل كما فعل يوسفُ – عليه السلام - ..
ضحّى بلذة الحرية ، و لذة العيش في قصر العزيز .
ضحّى بكل الملذات من أجل أن يحفظ نفسه و يحميها عن الوقوع في فتنة النساء .
فهل سنشاهد مشاهد مكررة ليوسف – عليه السلام - ؟؟
و ليتذكّر كل من أُبتلي بذلك ، النهايةَ السعيدة لقصة يوسف ، و ليتأملْ كيف صار شأنه و أمرْهُ في الناس بعد أن كان عبداً مملوكاً .
{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) }
و طبعاً [ من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه ]
أخيراً :
خطوات دخول السجن !
(1) سؤال الله عز و جل بصدق و الإلحاح عليه بأن يعصمه و يقيه من شر نفسه و من شر ما قد يفتنه في دينه و يوقعه في الإثم .
{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ }
(2) اعتزال المجتمع الذي يدفعه للإثم و الوقوع فيه ( أيــّـاَ كانت نوع المعصية )
{ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) }
(3) قطْعُ العلاقاتِ نهائياً ( سواءً كانت غير شرعية أو صداقة لا ترضي الله سبحانه )
{ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ }
(4) نسيان تلك المعصية تماماً و الإقبال على الله بصدق و الاعتراف بالذنب لله .
{ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) }
(5) ليكن عندنا يقين أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه .
{ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) }
هي دعوةٌ ليست ككل الدعوات ..
دعوةٌ بأن يرزق الله صاحـِـبـَها السجن و القيْد و تـُمنع عنه الحرية .
دعوةٌ صادقة خرجتْ من قلب صاحبها ، سأل الله فيها أن يُزِجَ به إلى السجن ليعتزل الناسَ و يعتزلَه الناسُ .
دعوةٌ صـاحــَــبـَـها يقينٌ من صاحــِــبــِـها بأن السجن لديه أحبّ من الحرية ..
فارتفعتْ هذه الدعوة ثم فُتحتْ لها أبواب السماء فاستجابها عالم الغيب و الشهادة .
أيُعقل هذا ؟!
أيُعقل أن يدعو إنسانٌ عاقل ربَّه ليرزقه السجن ؟!
نعم يُعقل و يُعقل إذا كان السجن حلاً لمشكلة و ملاذاً آمناً من الفتنة .
يقول الله عز و جل { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) }
فهل رأينا و سمعنا صِدْقاً أكثرَ من هذا ؟؟
يوسفُ - عليه السلام - يسأل الله السجن حتى لا يقع في فتنة النساء .
يوسفُ - عليه السلام - يسأل الله السجنَ حتى لا يصبو إلى النساء .
رغم أنه قادر – عليه السلام – أن يهربَ من مصرَ بدون مشاكل .
فلا أهلٌ له هناك ، و لا عشيرة ، و لا قبيلة ، و لا زوجة و لا أولاد .
كان مجرّد عبد و خادِم عند عزيز مصر ..
فلن يضرَّه شيءٌ إن هرب .
لكن ..
لكن الهرب من المشكلة ليست حلاّ لها .
حتى تُحل مشاكلنا لابد من مواجهتا ، و نعترض طريقها ، و نبحث عن حلٍ مناسبٍ لها .
أعود فأقول : لماذا سأل اللهَ يوسفُ السجن َ ؟؟
يوسف – عليه السلام – سأل الله السجن حتى يكون بمعزلٍ عن الفتنة التي تُحيطُ به ..
سأل الله السجن حتى يكون سعيد بمفرده لا يتعرّض له أحد .
فمن منّا سأل الله السجن ؟!
لا أقولُ سجناً محسوساً كسجنِ يوسفَ - عليه السلام –
و لكن سجناً معنوياً .
مـَن مـِنّا فكّر أنه إذا تعرّض لأمرٍ فيه فتنة سأل الله بصدق أن يعزله و يصرف عنه ذلك الأمر ؟؟
كم من شابٍ مستقيم أو غير مستقيم تعرضتْ له فتنة النساء فخاض غمارها ..
و كم من فتاةٍ مستقيمة أو غير مستقيمة تعرضتْ لها فتنة الرجال فخاضتْ غمارها .
و أحيان كثيرة تكون البداية عفوية .. حتى يقعوا في الفتنة .
لم يبيّن لهم الشيطان أن هذا طريق خطِر و أنه قد يحصل به الفتنة ؛ و إنما زيّنه لهم .
بل ربما استشهدوا بقصص من السيرة و أحاديث نبوية و آيات عظيمة و استدلوا بها على صحة ما يفعلون !!
و هم في تلك الفترة تعلو الغشاوةُ أعينــَـهم فلا يرون أنهم مخطئون .
يُقضى على المرء في أيام محنتهحتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ
و قول الله أبلغ و أحسن :
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }
و بعد ( أن يفوقوا من السكْرة تأتي الفكرة )
ثم تندم المرأة و يندم الرجل على ما فعلوا .
لذا أقول من رأى من نفسه ضعف و عدم قُدرة على مواجهة الفتنة فليعتزلْ و ليقلْ (( اللهم إني أسألك السجن ))
سجناً معنوياً يبعده عن الدخول في بحر الفتنة و هو لا يُجيد العوم و ليس لديه ( قارب نجاة ) ليسير به .
ليسأل الله أن يحبسه عن ما يوقعه في الباطل و الفتنة أيّاً كان ذلك الأمر .
و أنا لا أخص الحديث عن الفتنة ( بين الجنسين ) و لكن أتحدّث عن كل أمر يرى صاحبُه أنه لن ينجو منه إن غامر و جرّبه .
و الإنسان أدرى بنفسه { بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) ْ}
و يعلم ما ينفعه و ما يضرّه ..
على الأقل يكون متيقـّـن داخل نفسه بضرر ما يفعل و إن أظهرَ للناسِ عكسَ ذلك .
لنفعل كما فعل يوسفُ – عليه السلام - ..
ضحّى بلذة الحرية ، و لذة العيش في قصر العزيز .
ضحّى بكل الملذات من أجل أن يحفظ نفسه و يحميها عن الوقوع في فتنة النساء .
فهل سنشاهد مشاهد مكررة ليوسف – عليه السلام - ؟؟
و ليتذكّر كل من أُبتلي بذلك ، النهايةَ السعيدة لقصة يوسف ، و ليتأملْ كيف صار شأنه و أمرْهُ في الناس بعد أن كان عبداً مملوكاً .
{ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) }
و طبعاً [ من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه ]
أخيراً :
خطوات دخول السجن !
(1) سؤال الله عز و جل بصدق و الإلحاح عليه بأن يعصمه و يقيه من شر نفسه و من شر ما قد يفتنه في دينه و يوقعه في الإثم .
{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ }
(2) اعتزال المجتمع الذي يدفعه للإثم و الوقوع فيه ( أيــّـاَ كانت نوع المعصية )
{ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) }
(3) قطْعُ العلاقاتِ نهائياً ( سواءً كانت غير شرعية أو صداقة لا ترضي الله سبحانه )
{ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ }
(4) نسيان تلك المعصية تماماً و الإقبال على الله بصدق و الاعتراف بالذنب لله .
{ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) }
(5) ليكن عندنا يقين أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه .
{ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) }