الهيس بين اللغة والإصطلاح)
((الهيس)) كلمة منبوذة في المجتمع, ممقوته عند الناس, وعادة ما نطلقها على من نريد إهانته وتحقيره ووصمه بالرذيله , والإنحراف عن الجادة والصراط المستقيم.
والآن : تخيل لو أنك وسط جموع غفيرة من الناس , والتفت إليك أحدهم ـ بدون مقدمات ولا سابق إنذار ودون أن تعتدي عليه بشئ ـ وفاجأك بقوله لك: ((ياهيس)).
ما هي ردة فعلك ؟ وماذا ستفعل معه؟ خصوصا وأن الحاضرين قد سمعوه وهو ينبذ ك بذلك, وبدل أن يوبخوه على اعتدائه وقلّه أدبه . أخذوا يضحكون حتى
( أصبحوا سكارى وماهم بسكارى ولكن ضحكهم شديد وكثير).
لاشك أنه موقف صعب ومحرج, يجعل صاحبه يتمنى لو أن الأرض انشقت وابتلعته , ولا يمر به , ويقع فيه.
ولا شك أيضا ً أن ردة الفعل ستختلف من إنسان لآخر , وذلك وفق المعايير التي يملكها من يمّر بهذا الموقف من عقل ووعي, وحكمه واتزان.
فلئن كان من مر بهذا الموقف . ووجهت له هذه الكلمة، إنسانا عصبياً، حاد المزاج، سريع الغضب والإنفعال, فلا شك أن هذه الكلمة ستأخذ منه مأخذها, وتفعل به فعل النار في الهشيم , وسيتعامل مع الموقف من منطق قاعدة
( لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة وتخالفه في الاتجاه).
وعندها سيتحول إلى ثور هائج . أو بركان يتفجر غيضا وغضبا تحت قيادة جيش (( الإنتقام )) الذي يدمر كل شئ . وكأنه نار هائله لاتبقي ولا تذر
ولا تترك شيئا إلاّ وأتت عليه ...
وذلك أن (المعتدى عليه) سيلتفت إلى (المعتدي) بغضب تجفل منه قلوب الشجعان . وسيكيل إليه المكاييل من السب والشتم , وسيرشقه بسهام اللعنات المتتاليات ... وقد يصل الأمر إلى العراك و الإشتباك
بالأيدي والاعتداء بالضرب..... حتى يضطر الحاضرون إلى التدخل ومحاوله فض النزاع والخصومة ، وقد يخلّف ذلك الشجار ضحايا ومصابين، وربما لاتحل القضية إلاّ في مكاتب الشرطة و أورقة المحاكم.
وإن كان من مر بهذا الموقف (( البغيض )) إنسانا متزنا حكيما ، متحليا بالفضيلة ومتصفا بالحلم وحسن الخلق , يسبق عقله عمله , ويملك حلمه غضبه .
فالمرجح أنه سيتعامل مع الموقف من خلال الآيه القرآنية المربية الحكيمة الكريمة: ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، فيكظم غيظه في نفسه , ويحبس غضبه في صدوره , ويرد انتقامه بحلمه وعفوه ... وربما أعرض عن صاحبه ((المعتدي الجاهل)) بوجه, وغض طرفه عن جهله, وتسامي بنفسه الكريمة عن النزول إلى مستواه المتردي في الحضيض , وترفع عن الرد عليه ومقابلة إساءتة بالمثل.
وربما التفت إلى صاحبه معا تباً مؤنبا بهدوء وأدب واحترام، دون أن يدخل معه في مشاكل معقدة ويصنع لنفسه قضية....
ولكنه ـ رغم ذلك ـ سيظل قلقا مضطربا،مشوش الفكر،مشغول البال، منكسر القلب، حزين النفس....يتساءل في أعماق نفسه ـ بكل ألم ولوعة ـ عن سبب تلك الإهانة التي وُجهت إليه دون أن يرتكب جرما في حق من وجهها إليه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على مائدة البحث والتحقيق هو:
( هل فعلا أن كلمة الهيس سيئة وقبيحة إلى هذا الحد؟؟!!،ولذا أصبحنا نطلقها
على كل إنسان منحرف؟؟!!.
وأصبحت تثير حفيظتنا، وتؤجج فينا نيران الثورة والغضب كلما وصمنا أحد بها ،وأطلقها علينا؟؟!!).
(أم أن لهذه المفردة في اللغة العربية معنى آخر يختلف عما يدور في أذهاننا، ويتبادر إلى عقولنا؟؟!!.).
والواقع أن مفهوم هذه الكلمة اللغوي ،يختلف عن اصطلاحها الإجتماعي،إذ أن لهذه الكلمة الجميلة،معنى في اللغة
العربية يتألق روعة وجمالا،ويتأنق حسناًًودلالا،وهولايمت إلى عرفنا الإجتماعي بشىء البتة.
ولو أننا وقفنا على هذا المدلول اللغوي وتعرّفنا عليه، لتيقنّا أننا نسيء إلى هذه الكلمة الجميلة ونظلمها ،ونشوه معناها الرائع،وصورتها الحسنة حين نطلقها على سيء السيرة ومنحرف السلوك، ولتضح لنا إلى أي مدى ظلمنا لغتنا (الأم).
وتجنينا على مفرداتها الساحرة الفاتنة....بل ولتمنى كل واحد منّا أن يكون( هيسا!!!)،ولعدّ ذلك من فضائله ومناقبه ومآثره التي يفخر ويتباها بها على الآخرين.
ولكي تتجلى لك هذه الحقيقة بأجلى مظاهرها، اسمح لي ـ عزيزي القارىء ـ أن أبيّن لك معنى هذه الكلمة الجميلة في لغتنا العربية الأجمل.
((الهيس)) لغة: ((الشجاع)).
(والأهيس): (الأشجع ،الذي يدق كل شيء).
و(هيس) كلمة تقال في الغارة إذا استبيحت قرية أو قبيلة،فاستؤصلت ولم يبق
منهم أحد.
فيقولون: (( هيس، هيس).
ويقال: ( حمل فلان على العسكر فهاسهم.
أي داسهم، مثل : ( حاسهم).
وفي حديث أبي الأسود: ( لاتعرّفوا عليكم فلانا،فإنه ضعيف ماعلمته،وعرّفوا
عليكم فلاناً فإنه أهيس أليس)
هذا هو (الهيس) في اللغة.
أنه الشجاع البطل المقدام،الذي لايعرف الخوف والجبن،ولايهاب
الموت ،بل يشد على الأعداء بكل بطولة وبسالة وشجاعة، فيزلزلهم زلزالاً شديدا،وكأنه من ربك
(سوط عذاب!!)
وشتان بين هذا المعنى العظيم الجليل (للهيس) في اللغة،وبين ما اصطلح عليه الناس من معنى في ما بينهم.
وانطلاقاً من ( المعنى السامي للهيس في اللغة)، فإني أرفع أكف التضرع والإبتهال إلى الله تعالى أن يؤيد بنصره المؤزر كل (هيس) من جنودنا الأشاوس البواسل الأبطال،الذين نذروا أنفسهم الكبيرة لنصرة الحق ، والدفاع عن المقدسات،وأخذوا على عاتقهم مجاهدة العدواالمغتصب المستعمر الكافر، إلى أن يقبروه في أراضينا،أو يخرجوه منها صاغراً ذليلاً مهاناً،وما ذاك على الله بعزيز.
وتحية تعظيم وإجلال وإكبارإلى كل (هيس)خُضب بدماء عرس الشهادة، دفاعاً عن الحق والوطن والمقدسات، فزفته ملائكة الرحمة إلى جنة الله العريضة لينعم بالنعيم الأبدي الدائم ،(مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
ودعوة صادقة إلى كل إنسان شريف حرّ أبي غيور، أن يرمي الجبن والضعف والروح الإنهزامية وراء ظهره،وأن يكون ( هيسا) شجاعا مقداماً،مستعداً للتضحية بكل شيء في سبيل العزة والكرامة والحرية والإستقلال، والذود عن الوطن والدفاع عن الحرمات.
ونصيحة ( لطيفة) إلى كل إمرأة متزوجة أن لاتقول لزوجها: ( ياهيس).
سواء كانت جادة أو مازحة،وسواء أرادت معناها اللغوي أو الإصطلاحي.
لأن زوجها حينها لن يرحمها،ولن يراعي حرمتها،وإنما سيغضب منها، وسيرفع يده الخشنة الشديدة ليلطمها على وجهها القمري الناعم،لطمة شديدة ، قد تدمي أنفها، وتجعل أسنانها تتساقط أمامها
هذا إذا لم تذهب اللطمة بنور عينيها.
وربما سرحها إلى بيت أهلها بتذكرة خروج نهائي من حياته، فتندم حيث لاينفع الندم.
والله المستعان على كل كربة وبلاء،
وعليه المعول في الشدة والرخاء
((الهيس)) كلمة منبوذة في المجتمع, ممقوته عند الناس, وعادة ما نطلقها على من نريد إهانته وتحقيره ووصمه بالرذيله , والإنحراف عن الجادة والصراط المستقيم.
والآن : تخيل لو أنك وسط جموع غفيرة من الناس , والتفت إليك أحدهم ـ بدون مقدمات ولا سابق إنذار ودون أن تعتدي عليه بشئ ـ وفاجأك بقوله لك: ((ياهيس)).
ما هي ردة فعلك ؟ وماذا ستفعل معه؟ خصوصا وأن الحاضرين قد سمعوه وهو ينبذ ك بذلك, وبدل أن يوبخوه على اعتدائه وقلّه أدبه . أخذوا يضحكون حتى
( أصبحوا سكارى وماهم بسكارى ولكن ضحكهم شديد وكثير).
لاشك أنه موقف صعب ومحرج, يجعل صاحبه يتمنى لو أن الأرض انشقت وابتلعته , ولا يمر به , ويقع فيه.
ولا شك أيضا ً أن ردة الفعل ستختلف من إنسان لآخر , وذلك وفق المعايير التي يملكها من يمّر بهذا الموقف من عقل ووعي, وحكمه واتزان.
فلئن كان من مر بهذا الموقف . ووجهت له هذه الكلمة، إنسانا عصبياً، حاد المزاج، سريع الغضب والإنفعال, فلا شك أن هذه الكلمة ستأخذ منه مأخذها, وتفعل به فعل النار في الهشيم , وسيتعامل مع الموقف من منطق قاعدة
( لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة وتخالفه في الاتجاه).
وعندها سيتحول إلى ثور هائج . أو بركان يتفجر غيضا وغضبا تحت قيادة جيش (( الإنتقام )) الذي يدمر كل شئ . وكأنه نار هائله لاتبقي ولا تذر
ولا تترك شيئا إلاّ وأتت عليه ...
وذلك أن (المعتدى عليه) سيلتفت إلى (المعتدي) بغضب تجفل منه قلوب الشجعان . وسيكيل إليه المكاييل من السب والشتم , وسيرشقه بسهام اللعنات المتتاليات ... وقد يصل الأمر إلى العراك و الإشتباك
بالأيدي والاعتداء بالضرب..... حتى يضطر الحاضرون إلى التدخل ومحاوله فض النزاع والخصومة ، وقد يخلّف ذلك الشجار ضحايا ومصابين، وربما لاتحل القضية إلاّ في مكاتب الشرطة و أورقة المحاكم.
وإن كان من مر بهذا الموقف (( البغيض )) إنسانا متزنا حكيما ، متحليا بالفضيلة ومتصفا بالحلم وحسن الخلق , يسبق عقله عمله , ويملك حلمه غضبه .
فالمرجح أنه سيتعامل مع الموقف من خلال الآيه القرآنية المربية الحكيمة الكريمة: ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، فيكظم غيظه في نفسه , ويحبس غضبه في صدوره , ويرد انتقامه بحلمه وعفوه ... وربما أعرض عن صاحبه ((المعتدي الجاهل)) بوجه, وغض طرفه عن جهله, وتسامي بنفسه الكريمة عن النزول إلى مستواه المتردي في الحضيض , وترفع عن الرد عليه ومقابلة إساءتة بالمثل.
وربما التفت إلى صاحبه معا تباً مؤنبا بهدوء وأدب واحترام، دون أن يدخل معه في مشاكل معقدة ويصنع لنفسه قضية....
ولكنه ـ رغم ذلك ـ سيظل قلقا مضطربا،مشوش الفكر،مشغول البال، منكسر القلب، حزين النفس....يتساءل في أعماق نفسه ـ بكل ألم ولوعة ـ عن سبب تلك الإهانة التي وُجهت إليه دون أن يرتكب جرما في حق من وجهها إليه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على مائدة البحث والتحقيق هو:
( هل فعلا أن كلمة الهيس سيئة وقبيحة إلى هذا الحد؟؟!!،ولذا أصبحنا نطلقها
على كل إنسان منحرف؟؟!!.
وأصبحت تثير حفيظتنا، وتؤجج فينا نيران الثورة والغضب كلما وصمنا أحد بها ،وأطلقها علينا؟؟!!).
(أم أن لهذه المفردة في اللغة العربية معنى آخر يختلف عما يدور في أذهاننا، ويتبادر إلى عقولنا؟؟!!.).
والواقع أن مفهوم هذه الكلمة اللغوي ،يختلف عن اصطلاحها الإجتماعي،إذ أن لهذه الكلمة الجميلة،معنى في اللغة
العربية يتألق روعة وجمالا،ويتأنق حسناًًودلالا،وهولايمت إلى عرفنا الإجتماعي بشىء البتة.
ولو أننا وقفنا على هذا المدلول اللغوي وتعرّفنا عليه، لتيقنّا أننا نسيء إلى هذه الكلمة الجميلة ونظلمها ،ونشوه معناها الرائع،وصورتها الحسنة حين نطلقها على سيء السيرة ومنحرف السلوك، ولتضح لنا إلى أي مدى ظلمنا لغتنا (الأم).
وتجنينا على مفرداتها الساحرة الفاتنة....بل ولتمنى كل واحد منّا أن يكون( هيسا!!!)،ولعدّ ذلك من فضائله ومناقبه ومآثره التي يفخر ويتباها بها على الآخرين.
ولكي تتجلى لك هذه الحقيقة بأجلى مظاهرها، اسمح لي ـ عزيزي القارىء ـ أن أبيّن لك معنى هذه الكلمة الجميلة في لغتنا العربية الأجمل.
((الهيس)) لغة: ((الشجاع)).
(والأهيس): (الأشجع ،الذي يدق كل شيء).
و(هيس) كلمة تقال في الغارة إذا استبيحت قرية أو قبيلة،فاستؤصلت ولم يبق
منهم أحد.
فيقولون: (( هيس، هيس).
ويقال: ( حمل فلان على العسكر فهاسهم.
أي داسهم، مثل : ( حاسهم).
وفي حديث أبي الأسود: ( لاتعرّفوا عليكم فلانا،فإنه ضعيف ماعلمته،وعرّفوا
عليكم فلاناً فإنه أهيس أليس)
هذا هو (الهيس) في اللغة.
أنه الشجاع البطل المقدام،الذي لايعرف الخوف والجبن،ولايهاب
الموت ،بل يشد على الأعداء بكل بطولة وبسالة وشجاعة، فيزلزلهم زلزالاً شديدا،وكأنه من ربك
(سوط عذاب!!)
وشتان بين هذا المعنى العظيم الجليل (للهيس) في اللغة،وبين ما اصطلح عليه الناس من معنى في ما بينهم.
وانطلاقاً من ( المعنى السامي للهيس في اللغة)، فإني أرفع أكف التضرع والإبتهال إلى الله تعالى أن يؤيد بنصره المؤزر كل (هيس) من جنودنا الأشاوس البواسل الأبطال،الذين نذروا أنفسهم الكبيرة لنصرة الحق ، والدفاع عن المقدسات،وأخذوا على عاتقهم مجاهدة العدواالمغتصب المستعمر الكافر، إلى أن يقبروه في أراضينا،أو يخرجوه منها صاغراً ذليلاً مهاناً،وما ذاك على الله بعزيز.
وتحية تعظيم وإجلال وإكبارإلى كل (هيس)خُضب بدماء عرس الشهادة، دفاعاً عن الحق والوطن والمقدسات، فزفته ملائكة الرحمة إلى جنة الله العريضة لينعم بالنعيم الأبدي الدائم ،(مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
ودعوة صادقة إلى كل إنسان شريف حرّ أبي غيور، أن يرمي الجبن والضعف والروح الإنهزامية وراء ظهره،وأن يكون ( هيسا) شجاعا مقداماً،مستعداً للتضحية بكل شيء في سبيل العزة والكرامة والحرية والإستقلال، والذود عن الوطن والدفاع عن الحرمات.
ونصيحة ( لطيفة) إلى كل إمرأة متزوجة أن لاتقول لزوجها: ( ياهيس).
سواء كانت جادة أو مازحة،وسواء أرادت معناها اللغوي أو الإصطلاحي.
لأن زوجها حينها لن يرحمها،ولن يراعي حرمتها،وإنما سيغضب منها، وسيرفع يده الخشنة الشديدة ليلطمها على وجهها القمري الناعم،لطمة شديدة ، قد تدمي أنفها، وتجعل أسنانها تتساقط أمامها
هذا إذا لم تذهب اللطمة بنور عينيها.
وربما سرحها إلى بيت أهلها بتذكرة خروج نهائي من حياته، فتندم حيث لاينفع الندم.
والله المستعان على كل كربة وبلاء،
وعليه المعول في الشدة والرخاء