لاشكَّ أن فكرةَ التحول إلى أشياءَ أخرى لا تشبهناَ قد وردت بأذهاننا .. ربما للهروب قليلاً من واقع معين أُجبرناَ على تحمله...
... هي ربما الحلّ المؤقت لمن يعاني من أزمة القلق الوجودي ، حتى وإن ظلّت مجردَ فكرةٍ لا أمل في تحقيقها ...
...ربما الأحلامُ وحدها ما يستطيعُ النفاذَ بنا إلى عوالمَ أخرى... بعيدة .. غريبة بالرغمِ من صلتهاَ بعالمنا الآدمي ....
قد نحلمُ أحيانًا بالحرية ... فنتمنى لو كنا طيورًا لا يأسرهاَ سوى الرصاص ....
نتمنى لو أننا حلقناَ بعيدًا عن همومنا، مشاكلنا، تعَبناَ الذي لا انتهاء له
!
وهذا قلمي ... بين يدي ...
وقلبي بينَ أضلعي ....
سيحاولان النطقَ بإسم جدار ....
علَّني أفهمُ وجعه .... فليسَ كل صامت بالضرورةِ سعيد ....
لقّبوني سورَ الحيّ ...
بعدَ أن كنتُ أحتوي بيتين خلفَ غابة الصنوبر ....أصبحتُ أحيط بعشرة منازل ... وبعشرات الوجوه التي تمرُّ من جانبي ألف مرّة في اليوم ...
أعرفهم جميعًا مع أنهم لم يخبروني بأسمائهم ... أحفظ خطوط أياديهم فلطالماَ كتبوا على جبيني الحروف والكلمات ورسموا قلوبـًا حزينة .. وعيوناً باكية ....
حينَ يهمسُ إثنان خلفي أنصتُ لهما مُرغمًا ... فأصواتُ العشاق تخفيهاَ الجدران ....
أعرفُ كل الفصول ... بحرّها وبردها ... بدفئهاَ وجفافها ....
فلا غطاء يحميني من الشتاء .... ولا ظلَّ يحميني من الصيف ....
تمنيتُ لو كانت لي عائلة كالبشر تماما.... أن أجالسهم كل مساء حول موقدٍ صغير ... عظيم... !
أن أمازحَ أخًا أو حتى أغضبهُ ثم أذهبُ إليهِ قبلَ النعاس لأقول له بكل صدق "سامحني" ....
ولكني كأغلب الأشياء خُلقتُ وحدي .... لا يفهمُ همّي سوى نتوئي الكثيرة ...
/
مالَ لوني للسواد قبل فترة طويلة ... والفضل للرياح والأتربة التي تنثرها على وجهي دونَ خجل ....
إشتركَ سكانُ الحيّ ليبتاعوا سطل طلاءٍ من أجلي ....
سعدتُ جدا لأنني خطرتُ على بالهم أخيرا ....
وحينَ قامَ إثنان منهما بطلائي بذلك البياض الناصع شعرتُ أنني صغرتُ مائة سنة على الأقل ....
وأنني أخيراً سأكونُ ندًّا لجدران بيوت المتساكنين التي كانت تتجنبُ الهمسَ إليّ في سكناتِ الليل ...
همْ أقربُ إلى بعضهم منيّ.... فالبيوت أقيمت جنباً إلى جنب ... أما أنا ففُصلتُ عنها ... لألعب دورَ الحارس الأمين .. الصامت...
/
أنا راضٍ بنصيبي على أية حال ....
وأصبحتُ أكثر قناعة بأن العمرَ مهما طالَ لهُ إنتهاء ...
فلقد بلغتني إشاعة من أحد الجدران الجديدة أن البلديةَ ستهدمني لأن اللصوص إجتازوني في أكثر من مناسبة دون أن تكون لي القدرة على ردعهم وذلك نظرًا لقصر إرتفاعي .....
وسيبنون سورًا جديدًا يضعون على ناصيته قطع الزجاج المنكسر حتى لا يجرأَ أحد على تسلقه ....
بقلمي
... هي ربما الحلّ المؤقت لمن يعاني من أزمة القلق الوجودي ، حتى وإن ظلّت مجردَ فكرةٍ لا أمل في تحقيقها ...
...ربما الأحلامُ وحدها ما يستطيعُ النفاذَ بنا إلى عوالمَ أخرى... بعيدة .. غريبة بالرغمِ من صلتهاَ بعالمنا الآدمي ....
قد نحلمُ أحيانًا بالحرية ... فنتمنى لو كنا طيورًا لا يأسرهاَ سوى الرصاص ....
نتمنى لو أننا حلقناَ بعيدًا عن همومنا، مشاكلنا، تعَبناَ الذي لا انتهاء له
!
وهذا قلمي ... بين يدي ...
وقلبي بينَ أضلعي ....
سيحاولان النطقَ بإسم جدار ....
علَّني أفهمُ وجعه .... فليسَ كل صامت بالضرورةِ سعيد ....
لقّبوني سورَ الحيّ ...
بعدَ أن كنتُ أحتوي بيتين خلفَ غابة الصنوبر ....أصبحتُ أحيط بعشرة منازل ... وبعشرات الوجوه التي تمرُّ من جانبي ألف مرّة في اليوم ...
أعرفهم جميعًا مع أنهم لم يخبروني بأسمائهم ... أحفظ خطوط أياديهم فلطالماَ كتبوا على جبيني الحروف والكلمات ورسموا قلوبـًا حزينة .. وعيوناً باكية ....
حينَ يهمسُ إثنان خلفي أنصتُ لهما مُرغمًا ... فأصواتُ العشاق تخفيهاَ الجدران ....
أعرفُ كل الفصول ... بحرّها وبردها ... بدفئهاَ وجفافها ....
فلا غطاء يحميني من الشتاء .... ولا ظلَّ يحميني من الصيف ....
تمنيتُ لو كانت لي عائلة كالبشر تماما.... أن أجالسهم كل مساء حول موقدٍ صغير ... عظيم... !
أن أمازحَ أخًا أو حتى أغضبهُ ثم أذهبُ إليهِ قبلَ النعاس لأقول له بكل صدق "سامحني" ....
ولكني كأغلب الأشياء خُلقتُ وحدي .... لا يفهمُ همّي سوى نتوئي الكثيرة ...
/
مالَ لوني للسواد قبل فترة طويلة ... والفضل للرياح والأتربة التي تنثرها على وجهي دونَ خجل ....
إشتركَ سكانُ الحيّ ليبتاعوا سطل طلاءٍ من أجلي ....
سعدتُ جدا لأنني خطرتُ على بالهم أخيرا ....
وحينَ قامَ إثنان منهما بطلائي بذلك البياض الناصع شعرتُ أنني صغرتُ مائة سنة على الأقل ....
وأنني أخيراً سأكونُ ندًّا لجدران بيوت المتساكنين التي كانت تتجنبُ الهمسَ إليّ في سكناتِ الليل ...
همْ أقربُ إلى بعضهم منيّ.... فالبيوت أقيمت جنباً إلى جنب ... أما أنا ففُصلتُ عنها ... لألعب دورَ الحارس الأمين .. الصامت...
/
أنا راضٍ بنصيبي على أية حال ....
وأصبحتُ أكثر قناعة بأن العمرَ مهما طالَ لهُ إنتهاء ...
فلقد بلغتني إشاعة من أحد الجدران الجديدة أن البلديةَ ستهدمني لأن اللصوص إجتازوني في أكثر من مناسبة دون أن تكون لي القدرة على ردعهم وذلك نظرًا لقصر إرتفاعي .....
وسيبنون سورًا جديدًا يضعون على ناصيته قطع الزجاج المنكسر حتى لا يجرأَ أحد على تسلقه ....
بقلمي