ملتقى العشاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العشاق ترحب بك يا زائر


    ما هو الحديث القُدسي ؟ وهل حديث (ولولا فاطمة ماخلقتكما) حديث قدسي؟

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    ما هو الحديث القُدسي ؟ وهل حديث (ولولا فاطمة ماخلقتكما) حديث قدسي؟ Empty ما هو الحديث القُدسي ؟ وهل حديث (ولولا فاطمة ماخلقتكما) حديث قدسي؟

    مُساهمة من طرف  الأربعاء أكتوبر 15, 2008 5:55 am

    .
    .
    .
    .
    .

    ماهو الحديث القدسي ؟ ومالفرق بينه وبين الحديث النبوي الشريف ؟ وما وجه الاختلاف بينه وبين القرآن الكريم ؟ وهل لكم أن تسردوا لنا بعض الأحاديث القدسية التي توضح المعنى المقصود ؟ وهل حديث (ولولا فاطمة ماخلقتكما ) حديث قدسي ؟


    الاجابة لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي :

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

    الحديثُ يرادف الكلام في المعنى ، وإنما سُمي حديثاً لتجدده وحدوثه شيئاً فشيئاً 1 ، والقُدسُ هو الطُهر ، وعندما يُنسب الحديث إلى القُدس يُراد منه الكلام الإلهي المنزل على أنبيائه لا على وجه الإعجاز والتحدّي ، لذا فلا يُسمى القرآن الكريم حسب المصطلح العلمي حديثاً قُدسياً رغم كونه كلاماً إلهياً .


    ومن وجه التفريق فـ المقصود من الحديث النبوي ، هو الحديث الذي يحكي قول النبي محمد (ص) أو فعله او تقريره . اما الحديث القدسي أو الالهي أو الرباني أو اسرار الوحي :
    هو كل حديث يضيف فيه المعصوم (عليه السلام) قولا الى الله سبحانه وتعالى ولم يرد في القران الكريم .


    أو قل : هو الكلام المنزل بألفاظ بعثها في ترتيبها بعينه لا لغرض الاعجاز نظير قوله تعالى : (الصوم لي وأنا أجزي عليه " أو به " ) وبذا افترق عن القرآن الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعينة في ترتيبها المعين للإعجاز ، كما انه بخلاف الحديث النبوي الذي هو الوحي اليه (صلوات الله عليه) بمعناه لا بألفاظه .

    اما وجه إضافة الحديث القدسي الى القدس ، فلأنها الطهارة والتنزيه ، والى الإله والرب لانه صادر منه وهو المتكلم به والمنشيء لـه ، وان كان جميعها صادراً بوحي إلهي ، لان الرسول (ص) : (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى) النجم : 3 و 4 ، ومن هنا كان من اسرار الوحي .


    والحاصل ـ كما قيل ـ ان الحديث القدسي ما كان لفظه من عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعناه من عند الله تبارك وتعالى بالإلهام أو المنام أو غيرهما ، واما القرآن فان اللفظ والمعنى منه سبحانه ، ولذا فُضّل عليه .

    وقـد ذكـر فـي فـوائد الامير حميد الدين ـ كما في كشاف اصطلاحات الفنون : 2/15 ـ ان الفرق بين القرآن والحديث القدسي على ستة أوجه :

    الاول : ان القرآن معجز ، والحديث القدسي لا يلزم ان يكون معجزاً .
    الثاني : ان الصلاة لا تكون الا بالقرآن بخلاف الحديث القدسي .
    الثالث : ان جاحد القرآن يكفر بخلاف جاحد الحديث القدسي .
    الرابع : ان القرآن لابد فيه من كون جبرئيل عليه السلام وسيلة بين النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبين الله تعالى ، بخلاف الحديث القدسي .
    الخامس : ان القرآن يجب ان يكون لفظه من الله تعالى ، وفي الحديث القدسي يجوز ان يكون لفظه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
    السادس : ان القرآن لا يمسّ الا مع الطهارة ، والحديث القدسي يجوز مسه من المحدث .



    ويقول العلامة الشهيد السيد حسن الشيرازي في الحديث القُدسي :
    " .. هو الكلمة النقيّة التي عصمها الله من البيان الأنيق ، فلم يرصّعها بالإعجاز ، لأنه ضنّ بها إلا على العقول الواعية التي حرمها على طائف الأوهام والظنون .. .. فهي كلمة الله ، وكلمة الله هي العليا ، وهل ترقى إلى كلمة الله كلمة في الأرض أو في السماء ، لو استثنينا القرآن ، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه من رب العالمين .. " 3 .


    وقال أيضا : " .. وبهذا كله أصبح الحديث القدسي صِنوَ القرآن ، الذي جاء ليؤدّي دور القرآن في أمم قد خلت من قبل ، وليكمل مسؤولية القرآن في خير أمة أخرجت للناس " 4 .

    نماذج من الحديث القُدسي :


    أوحى الله تعالى إلى داود :" قل لعبادي : لم أخلقكم لأربح عليكم ، ولكن لتربحوا عليَّ " 5 .
    قال موسى ( عليه السلام ) : يارب ، أي الأعمال أفضل عندك ؟
    قال : " حُبّ الأطفال ، فإني فطرتُهُم على توحيدي ، فان أمتُّهُم أدخلتُهُم برحمتي جَنَّتي " 6 .


    قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يقول الله سبحانه :
    " أنا خير شريك ، من أشرك معي شريكاً في عمله ، فهو لشريكي دوني ، فإني لا أقبل إلا ما خلص لي " 7 .


    " عبدي خلقت الأشياء لأجلك ، وخلقتك لأجلي ، وهبتُك الدنيا بالإحسان والآخرة بالإيمان " 8 .

    قال الله تعالى :
    " إذا أردتُ أن أجمعَ للمسلم خير الدنيا والآخرة ، جعلتُ له قلباً خاشعاً ، ولساناً ذاكراً ، وجسداً على البلاء صابراً ، وزوجةً مؤمنةً ، تُسرّهُ إذا نظر إليها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها ومالِهِ " 9 .


    *****

    بقى سؤال : ما هو مدى صحة حديث : « لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكم » ؟ وعلى فرض الصحة .. فما هو المعنى المراد به ؟

    الجواب : لا شك أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم العلة الغائية من الخلقة ، فلولا رسول الله لما خلق الله العالم . لكنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم وعلياً أمير المؤمنين عليه السلام من شجرة واحدة ـ كما في أحاديث الفريقين ـ والشجرة إن لم تثمر فلا فائدة لها . وحصول الثمرة منها يتوقف على وجود فاطمة سلام الله عليها ، ولذا قال في الاحاديث : وفاطمة لقاحها . فلولا فاطمة لم يتحقّق الغرض من البعثة والولاية ، ولما وجد الحسنان وسائر أئمة الهداية عليهم السلام .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 6:54 am