ملتقى العشاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العشاق ترحب بك يا زائر


    وجودنا)...( هل هو نعمة أم نقمة؟؟!!).

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    وجودنا)...( هل هو نعمة أم نقمة؟؟!!). Empty وجودنا)...( هل هو نعمة أم نقمة؟؟!!).

    مُساهمة من طرف  الأربعاء أكتوبر 15, 2008 5:52 am

    (وجودنا، هل هو: نعمة أم نقمة؟؟!!).
    هذا هو السؤال الذي وجهه إلينا بعض الأخوة الكرام رمز لنفسه باسم : (اسبانتا) في بعض المنتديات ،وهاكم نص سؤاله والجز ءالأول من جوابنا عليه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

    تحية لأستاذي الكبير ابن عساكر

    نسمع ونقرأ مرارا أن من حقوق والدك عليك انه كان سبب لوجودك في هذه الدنيا
    و[url=http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/24361.gif]وجودنا)...( هل هو نعمة أم نقمة؟؟!!). 24361[/url]أن من نعم الله تعالى التي لاتحصى هي نعمة الإيجاد
    فهل الإيجاد في هذه الدنيا ومابها من منغصات وآلام وعذاب وخوف هو نعمة؟ فيكون والدي له الفضل في ذلك أم ان هناك تفسيرا آخر لعله يرفع هذه الشبهه لدي
    أفيدونا استاذي الكبير


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


    بسم الله الرحمن الرحيم



    (اسبانتا)


    أهلاً بك أخي الكريم.
    صحيح ما ذكرت ولا أراني سأضيف جديداً إلى ما به تفضلت !!!. فإن الآباء هم الأصل في تكوين الأبناء والعلة المباشرة في خلقهم وإيجادهم في الحياة , ذلك أن الأبناء إنما من مياه آبائهم يتكونون , ومن أصلابهم إلى أرحام أمهاتهم ينحدرون.




    وهذا ما يؤكده العلم الحديث الذي يقول: (في كل اتصال جنسي تنصب ملايين الخلايا الذكور أو الحيوانات المنوية في المهبل ويندفع بعضها عن طريق الرحم إلى البوق , وخلايا الذكور هذه سريعة الحركة إلى حد يمكنها أن تصل خلال ساعة بعد الجماع إلى البوق , فإن وجدت إحداها بويضة حية هناك , أصبح التلقيح أمراً محتمل الوقوع....وعندما تصل خلية ذكر إلى أخرى أنثى فإنها تثقب الطبقة الخارجية الواقية ويسقط ذيلها في طبقة المواد الغذائية وتتحد مع نواة الخلية الأنثى , وهذا هو التلقيح وبه تبدأ حياة جديدة).



    وإليه الإشارة في النصوص الإسلامية كتاباً وسنة كقوله تعالى: ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ؛ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ؛ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ)) وفي الآية إشارة واضحة إلى بداية خلق الإنسان, وأن تكوينه بدأ من (ماء دافق) وهو المادة المنوية التي يصبها الرجال في أرحام النساء وأن هذه المادة المنوية إنما تخرج (من بين الصلب) أي (الظهر) (والترائب) جمع (تريبة) وهي (عظم الصدر).

    ولهذا قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين "ع" في (رسالة الحقوق) : (وحق أبيك أن تعلم أنه أصلك , وأنه لولاه لم تكن , فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه , فاحمد الله واشكره على قدر ذلك , ولا قوة إلا بالله).

    وكون الأب هو الأصل في وجود الأبناء ليس بمعنى أنه الخالق لهم وأنه علة مستقلة في الفعل والتأثير , وإنما بمعنى : أن الأب علة تقع ضمن علل متسلسلة إلى أن تنتهي إلى علة العلل التي ليس فوقها علة , والمتمثلة في الذات الإلهية المقدسة التي هي الأصل الحقيقي في إيجاد كل الأشياء والموجودات.

    وبتعبير أوضح : أن الخالق للإنسان هو الله عز وجل وما الأب إلا سبب عن طريقه تم هذا الخلق والإيجاد ذلك أن الله تبارك وتعالى (أبى أن تجري الأمور إلا بأسبابها , فجعل لكل شيء سببا..) كما يقول الإمام أبوعبدالله الصادق "ع".


    ولا يشك عاقل أن الوجود أفضل من العدم , وعليه يكون وجودنا – بغض النظر عن كل الاعتبارات – أفضل من عدمه , وبما أنه أفضل فهذا يعني أنه نعمة في حدّ ذاته.

    وبتعبير أكثر وضوحاً نقول:
    بما أن وجود الشيء أفضل من عدمه , فإن مجرد وجودنا في الحياة هو أفضل من عدم وجودنا , كما أن هذا الوجود يمثل نعمة إلهية كبيرة لا تقدر بثمن . بل أن نعمة إيجاد الإنسان في الحياة هي أعظم النعم وأفضلها , ذلك أن كل النعم الأخرى متعلقة بها متفرعة عليها , ولولا أن الله تعالى أوجدنا وإلا لأصبح الخلق عبثا ولم يكن هناك ما يدعو إلى إيجاد هذا الكون بكل ما فيه من خيرات حسان ونعم هي فوق العد والإحصاء.
    وهذا ما تؤكده النصوص الإسلامية , خصوصاً القرآن الكريم الذي فيه عشرات الآيات التي تتحدث عن هذا الكون وتؤكد أن الله عز وجل لم يخلقه إلا لنا ومن أجلنا.

    ولك أن تستجلي هذه الحقيقة من خلال التدبر في هذه الايات المباركة:

    (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون

    وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ, هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ,يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ,وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ, وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ,وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ, وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ,وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ, أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ,وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)

    ولاحظ أن كلمة (لكم) تكررت بعد ذكر كل (خلق) وعد كل (نعمة) تذكرها هذه الآيات المباركة لتؤكد أن كل ذلك إنما كان (لنا ومن أجلنا) ثم (أجمل) الله هذا (التفصيل) فقال تعالى : (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ليبين سبحانه أن نعمه علينا لا تنحصر فيما ذكره وعدده بل إنما بلغت حداً من الكثرة بحيث أننا لا نستطيع أن نعدها أو نحصيها!!!.

    ولهذا ورد في الحديث القدسي : ( خلقت الأشياء لأجلك , وخلقتك لأجلي) فكل الأشياء إنما خلقت من أجل الإنسان وسخرها الله له وجعلها في خدمته ومن أجل راحته وسعادته , وجعله سيد هذا الكون بكل ما فيه وأعطاه التكريم وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.

    ولهذا قلنا والآن نؤكد : أن نعمة إيجاد الإنسان هي أعظم وأفضل النعم وأن كل النعم الأخرى متعلقة بها متفرعة عليها , ولولا نعمة إيجاد الإنسان لما أصبح لوجود الكون معنى ولأصبح الخلق عبثياً , والله منزه عن العبث (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين، لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين)

    وإنما قلنا : أنه لولا وجود الإنسان لأصبح الخلق عبثاً لأن الإنسان نفسه لم يخلق عبثاً : (أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون , فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم).

    إذن الله لم يوجد نا في الحياة عبثاً وإنما لغرض يكشف عنه القرآن في قوله تعالى : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

    فغرض الخلقة أن نكون عابدين له سبحانه . ولو أنه عز وجل أوجد الكون ولم يوجد نا فيه لم يتحقق غرضه عز وجل من الخلق والإيجاد , وإذا لم يتحقق الغرض بانتفاء وجود من يحققه ويجسده أصبح الخلق عبثاً وهذا معنى (خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي) فالغرض من خلق الأشياء أن تكون في خدمة الإنسان والغرض من خلق الإنسان أن يكون عابداً لله , فتجسيد العبودية الحقه لله تعالى هو الغرض الأساس من خلق الكون والإنسان معاً.

    وبهذا البيان يتضح لنا أن نعمة إيجاد الإنسان هي أفضل النعم وأن كل نعمة متعلقة بها متفرعة عليها. وأنه لولا أن الله أوجدنا وإلا لأصبح إيجاد الكون عبثاً, تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.




    هذاهو الجزء الأول من الإجابة،وفي الجزء الثاني نجيب عن السؤال الكبير : هل هناك تعارض بين القول:أن وجودنا نعمة وبين مانعانيه في هذه الدنيا من آلام ومصائب ومحن تعكر صفو الحياة ونعيمها؟؟؟!!!.
    وليحاول كل واحد وواحدة منكم الإجابة عن هذا السؤال ريثما نعود إليكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 4:47 am