بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على خيرة الله المبعوث رحمة للعالمين أبا الزهراء سيد المرسلين و رحمة الله و بركاته .
قال الله تعالى في كتابه الكريم { إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * و مزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون } .
التسنيم هي ..........
عين من أعظم و اشرف العيون التي تنبع في الجنة من تحت عرش الله سبحانه و تعالى فتجري لتكون انهاراً . وهي التي يشرب منها المقربون يأخذون الماء من العين مباشرة عن المنبع الأصلي و ليس من الماء الجاري من العين بعد جريانه .
و التسنيم لفظة بمعنى الرفعة , و الرفع و الملء يقال سنمه أي رفعه , و منه سنام الإبل ( باعتبار المنطقة المرتفعة ) , و يقال سنم الإناء أي ملاه .
أما الأبرار فيكون شرابهم الرحيق المختوم ممزوجا بالتسنيم . و نشير هنا إلى أن التسنيم أفضل من الرحيق المختوم لأنه الشراب المختص بالمقربين و مقام المقربين فوق مقام الأبرار لقوله تعالى { كتاب مرقوم * يشهده المقربون } .
و لكن من هم المقربون ؟
إن من إحدى أو اقرب مصاديق المقربين هم النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه و اله ) و أهل بيته الطيبين الطاهرين ( عليهم أفضل الصلاة و السلام ) .
و هذا قد أشير إليه بشكل واضح في روايات أئمة أهل البيت ( عليهم أفضل الصلاة و السلام ) , فعن أبي حمزة عن الباقر ( عليه السلام ) , عن أبيه على بن الحسين ( عليهما السلام ) , عن جابر بن عبد الله , عن النبي ( صلى الله عليه و اله ) انه قال في قوله تعالى { و مزاجه من تسنيم } قال : " هو اشرف شراب في الجنة , يشربه محمد و آل محمد " .
وفي رواية ثانية للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) انه قال : " تسنيم اشرف شراب في الجنة يشربه محمد و آل محمد صرفاً و يمزج لأصحاب اليمين و سائر أهل الجنة " .
نسال العلي القدير أن يجعل محيانا محيا محمد و آل محمد , و مماتنا ممات محمد و آل محمد , و أن لا يفرق بيننا و بينهم لا في الدنيا و لا في الآخرة آمين يا رب العالمين .