ملتقى العشاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العشاق ترحب بك يا زائر


    ((( الرسل والرساليون))).

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    ((( الرسل والرساليون))). Empty ((( الرسل والرساليون))).

    مُساهمة من طرف  الأربعاء أكتوبر 15, 2008 5:23 am

    السؤال السادس:
    أنتم الآن تؤكدون أن العمل الرسالي واجب على الفرد المسلم ،إلاّ أن هناك من يقلل من قيمةهذه الوظيفة، ويتخلى عن هذه المسؤولية ، مدعيا أنها ليست واجبة عليه ، محتجا بقوله تعالى: (( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون )).

    فماذا تقولون لأمثال هؤلاء . وكيف تردون عليهم؟.
    الجواب:
    نقول لهؤلاء وأمثالهم :
    أولا عليكم أن لا تفسروا القرآن الكريم حسب آرائكم وأهوائكم، فإن من يفعل ذلك فقد ضل ضلالا بعيدا، كما هو الحال في من يفسرون هذه الآيه الشريفة هذا التفسير الساذج والسطي جدا .
    فإن هذه الآيه الشريفة لا تعني هذا المعنى الذي يذهب إليه هؤلاء السطحيون، ولاتشير إليه من قريب أو بعيد .
    وإنما هي تخاطب الذين آمنوا وتخبرهم بأنهم ماداموا على الهدى والاستقامة، فلن يضرهم ضلال الآخرين وانحرافهم عن الدين، وذلك أن كل إنسان إنماهومسؤول عن نفسه ومحاسب عن عمله، ولن يتحمل تبعة أعمال الآخرين سواء كانت حسنة أو سيئة.
    فمن آمن واهتدى فقد أنقذ نفسه وخلصها من أهوال يوم القيامة، ولن يضره ضلال من ضل عن الحق , وحاد عن الصراط المستقيم .
    هذا ماتعنيه الآية الكريمة،وهو ـ كما ترى ـ بعيد كل البعد عن ذلك التفسير الساذج الذي لاينسجم مع الفكر الإسلامي الأصيل الذي يعتبر العمل الرسالي والإصلاح الإجتماعي من الواجبات المقدسة في عنق الأمة جمعاء.
    ومع هذا فإننا لو تنازلنا وسلمنا جدلا بأن الآية تعفي الإنسان من مسؤولية العمل الرسالي ، والاصلاح الاجتماعي،
    فإنا نقول:
    إنما تعفيه من تحمل هذه المسؤوليه في حال فقد شروط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , كاحتمال عدم التأثير ، أو الخوف على النفس , أو التعرض للأذى في حال التصدي للعمل.. ففي مثل هذه الأمور يكون الإنسان غير مسؤول عن الآخرين , وأما فيما عدى ذلك فالمسؤولية تبقى ملقاة على عاتق كل فرد منّا ،وهو محاسب عليها ومسؤول عنها
    ( يوم لاينفع مال ولا بنون إلاّ من اتى الله بقلب سليم).
    السؤال السابع:
    بما أن الأدلة الشرعية قائمة على وجوب القيام بالأعمال الرسالية والإصلاحية في المجتمع، فبودنا أن نسأل عن وجوب هذا العمل المقدس ،هل هو منحصر في طائفة خاصة من الناس كالعلماء والفقهاء مثلا؟.
    أم أنه من الواجبات العامة التي تشمل كل فرد منّا بشكل أو آخر؟؟.
    الجواب:
    إن المتدبر في النصوص الإسلامية التي تتناول هذا الموضوع ، يرى أنها تتحدث بصيغة العموم، ولم تخصص وجوب هذا العمل في طائفة دون أخرى.
    وهذا يرشدنا إلى أن هذا العمل واجب علينا جميعاً ،إلاّ من خرج بالدليل،كالقاصرين عن القيام بهذه الوظيفة لأي سبب كان.
    وإلاّ فإن الجميع يجب عليهم أن يتصدوا لهذه المهمة ولايتنصلوا منها
    والنصوص الإسلامية الدالة على أن القيام بهذه الوظيفة هومسؤولية الجميع، كثيرة جدا، منها قوله سبحانه وتعالى:
    ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني).
    فقوله تعالى : (هذه سبيلي أدعو إلى الله). إعلان لسبيل النبي وبيان له،وأنه هو(الإسلام).
    وتوضيح لعمل النبي في هذا السبيل،وهو(العمل في حقل الدعوة الإسلامية، وحث الناس على الإيمان بالله والتمسك بتعاليم دينه سبحانه وتعالى).
    وقوله عز وجل: (ومن اتبعني) فيه توسعة وتعميم.
    ومفاده : أن السبيل ،وإن كان سبيل النبي ومختص به(ص)،إلاّ أنّ حمل الدعوة والعمل في حقلها والدعوة إلى الإيمان بها والتمسك بتعاليمها...لايختص بالنبي(ص) فقط،وإنماهو يشمل من اتبعه أيضا.
    فمن اتبعه(ص) فعليه أن يقوم بهذه الوظيفة
    ( أعني وظيفة الدعوة إلى الله جل وعلا).
    وكذا قوله تبارك وتعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
    يفيد أن العمل في هذا الحقل ،لايختص بفرد دون آخر،وإنما هومسؤولية المؤمنين والمؤمنات وهو واجب عليهم على السواء.
    ونحن لانعني بهذا الوجوب ،الوجوب العيني الذي يشمل كل مكلّف، وإنما نعني الوجوب الكفائي الذي إذا قام به البعض سقط وجوبه عن الباقين،وإن تركه الجميع أثموا جميعا.
    ولكن يجب أن نلتفت إلى أني أنا وأنت وهو وهي وكلنا جميعا،من هذا البعض، والنص الشرعي يشملنا بشكل أو آخر.
    إلى هنا انتهى المحور الأول من الحوار،وفي الحلقة القادمة نطرح المحور الثاني إن شاء الله تعالى.
    دعاكم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 3:14 am