ملتقى العشاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العشاق ترحب بك يا زائر


    لأصحاب الحاجات ..

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    لأصحاب الحاجات .. Empty لأصحاب الحاجات ..

    مُساهمة من طرف  الأربعاء أكتوبر 15, 2008 4:59 am


    قال السيد الجليل زينة العلماء العارفين ابن طاووس في جمال الأسبوع , يذكر إشارات جميلة لمن أراد أن يؤدي عملا عباديا ليسهل الله عليه قضاء ذلك الأمر وتسهيل تلك الحاجة :


    " لا تكن في صوم الحاجة و صلاتها كالمجرب الذي بظنه هل هذا الصوم و الصلاة يكفي في قضائها أم لا فإن الإنسان ما يجرب إلا على من يسوء ظنه به و قد عرفت أن الله جل جلاله قال الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ و لكن كن على ثقة كاملة من رحمة الله جل جلاله الشاملة و من كمال جوده و إنجاز وعوده أبلغ مما تكون لو قصدت حاتما الجواد في طلب قيراط منه مع ما تسمعه عنه من الكرم و الإرفاد فإنك تقطع على التحقيق أنه يعطيك القيراط لو طلبته لك بكل طريق و اعلم أن حاجتك عند الله تعالى و جل جلاله أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين أهون و أقل من قيراط عند حاتم الذي وثقت بقصده فإياك من ترك الثقة بقصد الله جل جلاله و رفده أقول ثم إذا سلمت من هذه المخافة و نجوت من خطر هذه الآفة و قمت لله جل جلاله بما تقدر عليه من حق الحرمة و الهيبة و الرحمة و الرأفة فليكن نيتك في صوم حاجتك و صلاتك لنازلتك أنك تقصد أنك تصوم صوم الحاجة و تصلي صلاة الحاجة للأهم فالأهم من حاجاتك الدينية و أهمها حوائج من أنت في خفاوة هدايته و حمايته من الصفوة النبوية فيكون صومك و صلاتك لأجل قضاء حوائجه ص ثم لحوائجك الدينية التي يجب تقديمها قبل حاجتك ثم لهذه حاجتك التي قد عرضت لك الآن و تكون في غيرها أفقر إلى الله جل جلاله و أحوج إليه مثال ذلك أن تخاف على نفسك من القتل و البوار فتصوم صوم الحاجة للسلامة من هذه الأخطار و أنت تعلم أن صومك لعفو الله جل جلاله و رضاه عنك و إقباله عليك و قبوله منك أهم لديك لأن قتل مهجتك إنما يذهب به دنياك إذا كنت في القتل سليما في دينك و سريرتك ثم أنت إذا لم تقتل فلا بد أن تموت على كل حال و عفو الله جل جلاله و رضاه إنما لم يحصل هلكت في الدنيا و الآخرة و حصلت في أهوال لا يقدر على احتمالها قوة الجبال ]الخيال[ فإذا اشتغلت بين يدي الله جل جلاله في صوم الحاجة و صلاتها بهذه التي قد تجددت لك الآن و تركت الاهتمام بالأهم كنت مستحقا للحرمان و الخذلان و ربما يكون قد عرضت في نفسك الهوان و إنما قلنا تقدم حوائج الصفوة من العترة النبوية لأن بقاء الدنيا و أهلها بمن يكون لطفا و قطبا و حافظا للأمانات الإلهية و المقامات المحمدية فإذا كنت محفوظا بواحد على مقتضى اعتقادك فكيف تقدم حوائجك على حوائجه بل يجب أن تقدم حوائجه على حوائجك و مراده على مرادك أقول و اعلم أنه ص مستغن عن صومك و صلاتك لحاجاته لأجل مشرف مقاماته و جلالة مراقباته و كمال إخلاصه في طاعاته و إنما تكون أنت إذا عملت بما قلناه أديت الأمانة و قدمت الأهم فالأهم كما ذكرناه كما تستفتح أدعيتك بالصلاة عليهم ص فكذا تستفتح أبواب قضاء حاجتك بتقديم حوائجه ثم الأهم من حوائجك عند نيتك ."

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 5:05 am