ملتقى العشاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العشاق ترحب بك يا زائر


    الاطروحة الشيعية و مشاكل العصر ....

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الاطروحة الشيعية و مشاكل العصر .... Empty الاطروحة الشيعية و مشاكل العصر ....

    مُساهمة من طرف  الأربعاء أكتوبر 15, 2008 4:56 am

    عندما اكتمل الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه واله


    لم يكن بحاجة إلى إضافات جديدة


    وكان فيه حلولا لكل ما يستجد في الحياة


    و بعد الاطلاع على الثقافات الأخرى كالرومانية واليونانية


    ودخول عنصر ثقافي قوي ومؤثر في الساحة الإسلامية


    اضطر الفكر الإسلامي إلى التصدي إلى تلك الثقافات


    وظهر في الأمة لذلك التصدي عدة أطروحات فكرية أهمها:


    الأطروحة الشيعية والأطروحة السنية وأطروحة المعتزلة والاباضية والخوارج والباطنية
    وغيرها من الأطروحات


    وتصدت كل أطروحة لأخطاء الأطروحة الأخرى


    ووصل التصدي إلى درجة التصادم


    الذي وصل في بعض الأحيان إلى التحريض والتكفير والى أسلوب الإقصاء


    وبما أن بعض الأطروحات كانت هي المسيطرة على الساحة السياسية


    قامت بالتصفية الجسدية في بعض الأحيان ضد أبناء الأطروحات الأخرى


    فتم القضاء على بعض اصحاب الاطروحات
    وتهميش البعض الاخر
    كما حبس الإمام الكاظم عليه السلام مدة ربع قرن تقريبا


    وغير تلك الأشكال من التعديات



    إلا انه لقوة الفكر الشيعي و لمتانة الأطروحة الاجتماعية له


    تمكن هذا المذهب من البقاء رغم إقصاءه ومحاربته


    وكان وجود الأئمة عليهم الصلاة والسلام صمام أمان للفكر الإسلامي عموما


    وللأطروحة الشيعية كحل إسلامي بديل للأطروحات الأخرى خصوصا


    وكانوا سراجا لإنارة الدرب لشيعتهم وللمسلمين بشكل عام


    وملجأ للمسلمين في أكثر من مرة


    كما حصل مع الإمام الصادق عليه السلام وقت دخول الثقافات وترجمة الكتب


    و كما حصل مع الإمام الرضا عليه السلام في حواره مع المسيحيين


    وكما حصل مع الإمام العسكري عليه السلام وتصديه للكندي الفيلسوف المعروف


    وكما حصل له عليه السلام في قضية الاستسقاء .




    وتمكن الشيعة معتمدين على ما لديهم من حصون وكهوف هم أهل البيت عليهم السلام


    من الخوض في شتى العلوم المستجدة من منطق وفلسفة وعلوم تجريبية وغيرها
    فتلقوها وخاضوا فيها ومارسوها وتفوقوا فيها


    وما الفضل إلا للعناية الإلهية المتمثلة بوجود الأئمة عليهم الصلاة والسلام



    ولم يحظر الفكر الشيعي أي نوع من أنواع العلوم والمعارف كما حظره غيرهم


    بل خاضوا فيها كلها وأبدعوا فيها وقدموا إليها إضافات وصححوا اخطاء مساراتها



    الفكر الشيعي لا يحظر الفكر الآخر ولا الثقافات الجديدة


    بل يتقبل نقده وينفتح عليه حتى لو كان فكرا تهجميا


    لان المذهب الشيعي يرى فكره فكرا صحيحا قويما يؤمن بالله تعالى وهو يثق بالفكرة التي يعتنقها


    ولا يشكك في قدرته على المواجهة


    وهو يعتمد على القران الكريم وعدله وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام


    فالانفتاح هو ما ميز الفكر الشيعي خلال المسيرة الإسلامية منذ عدة قرون


    وقد دافع الفكر الشيعي عن نفسه بالحوار وبالحجة والبرهان
    ردا على جميع الثقافات الأخرى التي تخالفه في بعض الآراء


    ولم يواجههم بالنهي والتحريم والتكفير والاقصاء كما فعل غيره


    وهو فكر يمتلك طاقات فكرية ضخمة وأسس منطقية وعقلية وفلسفية يتكئ عليها


    ورصيد تراثي ضخم ورثه عن أئمة أهل البيت عليهم السلام



    وكانت العناية الإلهية بوجود الإمام عجل الله فرجه هي ملجأ الشيعة


    فلا خوف من التشكيك أو الغزو الثقافي


    إذا تمكن المثقفون والطبقة المخضرمة والطبقة التقليدية متكئين على الثقافة الإسلامية الشيعية


    ومستندين على الصحيح من الموروث العقائدي



    إذا تمكن هؤلاء من التوفيق الصحيح بين الجديد وأصيل الثقافة والتعايش معها



    ....

    ....



    ولكن .......


    إن لكل شيء ضريبة وللانفتاح ضريبة هي التصارع الثقافي بين القديم والحديث


    ولكل ثقافة أنصار ومؤيدون و في كل ثقافة تقليديون ومخضرمون ومجددون


    ولكن الفكر القائم على الأسس الحقيقية الصحيحة لا يخشى من كل جديد


    بل يرحب به


    فقد شنت بعض الفلسفات وبعض الأطروحات الحديثة والعالمية


    حربا عشواء مدمرة على الفكر الإسلامي


    وحاولت الأفكار الأخرى بشتى الطرق القضاء عليه


    ولم تصمد كل الأطروحات الإسلامية


    واستخدمت طريقة التحريم والإقصاء للأفكار الأخرى


    وتصدى الفكر الشيعي لهذا الهجوم بكل قوة ورد جميع ما يأفكون


    مستخدما أسلوب الحوار والحجة والبرهان


    حتى اعترف له بالغلبة


    فمورست معه الحرب المعلنة


    من قبل الأفكار والأنظمة العالمية ومن بعض الأطروحات والأنظمة الشقيقة


    ولكن لأصالة هذا الفكر ولتجذره وتغلغله في قلب الحقيقة


    لم يتغير ولم يتزحزح عن الساحة


    حتى استهلك أعداؤه كل طاقاتهم


    ومنيت الأطروحات الأخرى بشكل عام بالخسارة وتعرضت إلى الفشل الذريع


    بعد أن أحس الجميع


    أن الفكر الذي كان مسيطرا على الساحة وخلال فترة قرون عدة


    ولم يقدم لها شيئا يذكر كالتصدي للأفكار الجديدة وعلاج للقضايا الاجتماعية



    حتى استعان في نهاية المطاف بالأفكار الأجنبية الوضعية الدخيلة


    فصار ذلك الفكر يتراجع


    وتقدم الفكر الشيعي بشكل سريع كفكر وأطروحة إسلامية بديلة


    وظهرت أهميته في الوقت الراهن بعد أن منيت الأطروحات الأخرى بالهزيمة


    وهذا ما يفسر انتشار التشيع في الوقت الحالي بشكل كبير



    وكان في السابق أن اثبت الفكر الشيعي وأطروحته الاجتماعية


    وحتى خلال فترة الإقصاء والتعصب ضده


    اثبت انه الحل الأمثل لكثير من القضايا الاجتماعية العالقة


    والمغالطات العقائدية والحوارات الفكرية الشائكة


    ولذلك ترى أن كثرة الاعتراضات والإشكالات التي يتعرض لها الفكر الإسلامي


    لا يمكن علاجها إلا عن طريق الأطروحة الشيعية



    فأهلا بالانفتاح على الثقافات الأخرى


    و أما الشيعة وفكرهم ف......


    لا خوف عليهم ولا هم يحزنون



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 8:07 am