ملتقى العشاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العشاق ترحب بك يا زائر


    وسطية الإسلام أبدع صور التسامح

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    وسطية الإسلام أبدع صور التسامح Empty وسطية الإسلام أبدع صور التسامح

    مُساهمة من طرف  السبت أكتوبر 04, 2008 5:11 am

    إذا كانت الثقافة هي التي تشكل أفراد ألامه الوسط وهي التي ترسم لهم القيم والخصائص التي ينشأون عليها وهي التي توجد الانسجام والتوافق والتآلف الذي يجب أن يسود بين الذين ينتمون إليها وتعطي السمات التي تميز ألامه لان المحافظة على هذه الثقافة ألأصيله بتميزها وهي منسجمة مع المحيط الذي توجد فيه . والحوار الهادف كفيل أن يوصل إلى الطريق السليم ويحقق الأهداف المرجوة مع حقيقة الثقافة المتوازنة الربانية . إن الإسلام هو دين الحوار والاعتراف بالأخر والسلام يدفع بأتباعه إلى تطوير القواسم المشتركة بين الإنسان وأخيه وإيجاد السبل الكفيلة بتحقيق ذلك بما يساعد على العيش بسلام وأمن وطمأنينة . ويبتعد بالإنسان على أن يحيا حياة الإبعاد والإقصاء ونكران الآخر لهذا دعا إلى ألحوار والدعوة بالتي هي أحسن وإتباع الأساليب الحسنه قال الله تعالى (( بسم الله الرحمن الرحيم أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن . صدق الله العلي العظيم)) وقد بين ألإسلام نوع العلاقة التي يجب أن تسود ألمسلمين وغيرهم إنها علاقة ألتعاون والعدل والبر والإحسان لذا إن المتأمل في ألقرآن الكريم والسنة ألنبوية الشريفة وأحاديث آل بيت ألنبوه عليهم السلام وفي ظروف نشأة ألدوله الاسلاميه الأولى في المدينة المنورة . يلاحظ حضورا قويا لغير المسلمين سواء باعتباره مخالفا عقائديا والذي يقرأ كتاب الله جل في علاه سيجد حديثا مفصلا عن اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا وفي القرآن العظيم تحديد لمنهج الجدل مع المخالفين خاصة من أهل الكتاب وكان غير المسلمين يشكلون جزءا لايتجزأ من بنية ألدوله الاسلاميه ألناشئه داخل المدينة لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين . ويمكننا أن نقول وباطمئنان وثقه إن الحضارة الاسلاميه كانت من ابرز وأعظم الحضارات التي استطاعت أن توجد توليفا فريدا بين أجناس وعقائد مختلفة كما قدمت بجلاء أبدع صوره من صور التسامح والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين . إن وسطية الإسلام في التفاعل الحضاري تحتم إن يدرك المسلمون تفرد دينهم وخصوصيته المتمثلة في صحة فكرته وصواب منهجه وأحكام شريعته وترابط مجتمعه . غير إن هذه الخصوصية لايراد لها أن تعزلهم عن ألآخرين بقدر مايراد لها أن تمهد الطريق لهم للتعامل مع الآخرين . فالإسلام دين تبرهن قدرته على التعايش مع كل الجماعات البشرية غير المحاربة على مر العصور والأيام .
    ومع إن الإسلام يقر بالحوار ويدعو إليه إلا انه يؤكد على الثبات على المبادئ وعدم التنازل عن الهوية وحتى ينجح الحوار ويكون مثمرا لابد أن يحترم السيادة والخصوصية والثقافة والابتعاد عن التسلط وإلغاء الأخر . ومن هنا والتزاما بتعاليم ديننا الحنيف وقياما بالواجب الذي تطوقنا به مسؤولياتنا الدينية والفكرية والثقافية تجاه الانسانيه في حاضرها ومستقبلها ووعيا بما يتهدد العالم كله من مخاطر شديدة بسبب البعد عن قيم الحوار بين الحضارات وعن توجيه المسيرة الانسانيه والدفع بها نحو آفاق التسامح والتعايش . لذا يتوجب على العقلاء المدركين لمسؤولياتهم تجاه مصير الانسانيه جمعاء أن يعملوا على تعزيز الحوار بين الحضارات لأنها مسؤولية إنسانيه مشتركه يتحملها بصوره خاصة العقلاء المؤدين للأمانة التي يحملونها ومنهج الحكماء الساهرين على سلامة المجتمعات واستقرارها وازدهارها وهو البديل عن الصراع الذي يؤدي إلى نشوب الحروب والأزمات والنزاعات على جميع المستويات .
    ولهذا يعتبر الحوار بين الحضارات هو مطلب الملايين من أبناء هذه المعمورة لأنه يساهم بدرجة كبيره في التقارب بين الشعوب والأمم ويسهم في إزالة الحواجز المتراكمة من سوء الفهم المتبادل من الأفكار المسبقة ألقائمه على أسس غير صحيحة التي تختزنها الذاكرة الجماعية لثقافة شعب من الشعوب عن ثقافة شعب أخر . مما يجعل من مواصلة الحوار وتوسيع دائرته وتعزيز التعايش رسالة النخب الفكرية والكفاءات العلمية ومسؤولية المهتمين بمصير الانسانيه كل من الموقع الذي يشغله .
    منقول / من موقع : إسلامنا حياة - لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 1:53 am