أحبائى....
كثير ما يقف العقل البشرى عاجزا أمام القضاء والقدر ولا يستطيع مهما بلغ ذكاؤه أن يفسر النواميس الكونية والإرادة الإلا هية ولا يستطيع أى مؤمن موحد بالله إلا أن يقول ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن .. وصدق الله إذ يقول" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "ولكن عبر التاريخ ومنذ لحظة خلق آدم عليه السلام وأمر الله بالسجود له.. وجد المبطلون من لدن إبليس وحتى يوم نبعثون..وهم قوم يعملون العقل ويعنادون فى أوامر الله والشرع الحكيم..
وفى محاولة للشرح أكتب هذه المقالة...
إقتضت حكمة الله تعالى أن يخلق آدم من طين ونفخ فيه من روحه ليكون خليفةله فى أرضه. وأمرالملائكة أن يقعوا له ساجدين وهم قد خلقوا من نوروخلق إبليس من نار...ونظرا لتمايز خلقته عليهم وهوالوحيدبينهم شجعه هذالأن يكون سراجا وهاجا بينهم .ودفعه هذا لأن يكون مميزا بينهم كما أنه كان يأتمرمعهم بأمر الله ويتفانى فى العبادة مثلهم..
وقرأ فى اللوح المحفوظ قول الله تعالى(إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين)وكان مما علمه أيضا أن فرداملعوناسوف يعصى الأمر ولن يسجدودفعه فضوله ووسوست له نفسه أن يتباطأليرى هذاالعاصى ومن يكون وعندما حانت اللحظة وأمر الله الملائكة بالسجود لآدم نظر إبليس من حوله فلم يجد غير نفسه الذى عصى الأمروهوالملعون المقصود...
وكان يمكنه ساعتهاالإعتذار والسجود ولكن غرّّه علمه واستحكم عناده ونهج نهج المكابرين وتحجج بحجج المبطلين فقال (أنا خيرمنه خلقتنى من نار وخلقته من طين)ظنا منه أن النارخير من الطين ونسى أوتناسى ماقرأه فى اللوح المحفوظ(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)وظنا منه أن علته سوف تبررخطأه ويغفرله أويسمح له بإبداءرأى مخالف لأمرالله ولكن مايبدل القول لديه وما هوبظلام للعبيد...أمره بالسجودلآدم ليدرك الأمر والمغفرةولكنه ظل على عاده وفى غيه فاستحق اللعن والطرد من رحمةالله..
غير أنه طلب إنظاره وتركه حتى يوم البعث وأقسم أن يضل الناس أجمعين ويحعلهم ينهجون منهجه ويسلكون مسلكه ويعملون عقولهم القاصرة فى أوامرالله ويتحججون بحجج المبطلين....
ونظرا لوجود الجنّة والناروالثواب والعقاب ولابدمن وجودأهل لهما...كى لايكون الأمر عبثاويصبح للحساب ويوم القيامة موعدامصداقالقول الله(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون)..
أمهل الله إبليس إلى يوم البعث ....غيرأنه جلّ شأنه رحمة بالخلق أرسل الرسل وأنزل الكتب (ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حى عن بينة)وأخبرإبليس أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا(إنماسلطانه على الذين يتولونه)....كماأقسم قسمايضاد قسم إبليس ويدحضه فقال وعزتى وجلالى لأغفرن للمستغفروأقبل توبته مالم يغرغرأوتقوم الساعة...
ومع ذلك أبى الكثير من الناس إلا الضلال ونهج منهج الخاسرون (وخسر هنالك المبطلون)فكان منهم النمرودالذى حاج إبراهيم فى ربه ومن على شاكلته .وكان ولدنوح الى قال (سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء)وكان قوم لوط وقوم هود وقوم صالح ..ثم كان فرعون وهامان وقارون والسامرى واليهودالذين حرفوا الكلم عن مواضعه وبدلوا نعمة الله كفرا(وأحلو قومهم دار البوار)..وتبعهم خلق كثير(فكثيرهدى وكثير حق عليه الضلال)..
الغريب والعجيب أن من ينهج هذا النهج الخاطىء ويتبع سبيل الشيطان يلزم حجج المبطلون ظنا منه أن علمه وعقله القاصر يستطيع أن يبرر الفكر والعمل السىء طبقا لمعاييروتحت ظل الحرية والإبداع ناسيا أو متناسيا قول الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراأن يكون لهم الخيرة من أمرهم)والأنكى أن يكونوا مسلمين يدعون حب الله ورسوله وأنهم ينتهجون منهج القرآن ويفسرونه حسب أهواء وغواية الشيطان لهم الذى يصورويزين لهم الباطل... ولايدركون أنهم خاسرون....
ومن الأمثلةالحية بينناالآن الأستاذ/ جمال البنا..الذى مايلبس يخرج من نقرة حتى يوقعنا فى حفرة عميقة وهو يتحجج بحجج المبطلين وينهج نهج الخاسرون..فنجده ينكرأحاديث صحيحة وينقد تفاسيرومذاهب ويفتى بغير علم ويجتهد فى المنصوص عليه والعجيب أن يكون له مريدون ومدافعون ومتمثلون منهجة..
ربنالاتؤاخذنا بمافعل السفهاءمنا ولا تجعلنا نسلك مسلكهم..........