ملتقى العشاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العشاق ترحب بك يا زائر


    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Empty عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏

    مُساهمة من طرف  الجمعة أكتوبر 03, 2008 11:25 pm

    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ 154221_1213397643





    يقال أن الحياة مجموعة من القصص و الحكايا لم تجد بعد من يرويها ، بهذه الفكرة صرفت ملل الانتظار على بوابة معتقل تلموند الإسرائيلي اترقب ظهور عائشة ، أصغر سجينة تطلق السلطات الإسرائيلية سراحها .





    ففي هذا المعتقل الذي أقف أمامه ولدت الصغيرة قبل ثلاث سنوات ، و في عالم حدوده قضبان المعتقل و ملامحه تكشيرة السجان ، قضت سنوات عمرها الثلاث محرومة من لون السماء .




    و ذنب عائشة الوحيد أنها الابنة الوحيدة لامرأة فلسطينية اسمها عطاف عليان ، تتهمها إسرائيل بالانتماء لفصيل سياسي معاد لها .






    كانت الجدة أم وليد تجلس أمام السجن على صخرة وضعها الحرس لمنع اقتراب المركبات من البوابة . و الجدة ، التي جاوزت السبعين ، هي ما تبقى للصغيرة عائشة من عائلتها بعد أن اعتقل الجنود الإسرائيليون والدها قبل الإفراج عنها بيومين فقط .






    كان التوتر و القلق باديان على ملامح العجوز : ' لو أنهم أجلوا اعتقاله يومين أو ثلاثة ، سيعيش ولدي بحسرة لأنه لم يضم ابنته إلى صدره ' ، قالت أم وليد فيما تحجب أشعة الشمس عن وجهها بيديها .



    و استطردت تروي تفاصيل اعتقاله التي بدت مشابهة لمئات قصص الاعتقال التي اسمعها ، قبل أن تطلب مني أن أسأل الجنود الثلاثة على بوابة المعتقل متى يطلق سراح الطفلة .






    ظهور عائشة







    و قبل أن أقنعها باستحالة الاقتراب ، فتحت البوابة الإلكترونية ببطء مصدرة صريراً مزعجاً ، لتظهر عائشة ... كانت تمسك بيد رجل تبين فيما بعد أنه محامي الوالدة عطاف و قد كلفته إدارة المعتقل باستلام عائشة و تسليمها لذويها بالخارج .






    و في تلك اللحظة صاحت الجدة و قد انتفضت واقفة على قدميها ' يا حبيبتي يا ستي ... يا حبيبتي يا ستي ' فيما اندفعت باتجاه الصغيرة تحتضنها و تقبلها .






    لم تتقبل عائشة جدتها التي كانت تراها للمرة الأولى ، و اختبأت باكية خلف الرجل الذي اصطحبها فيما تصرخ بصوت حاد ' ماما ' . و بدأت تسحب يد مرافقها للخلف فيما تتركز عيناها الدامعتان على البوابة التي أغلقت خلفها فحجبت عنها والدتها المنتحبة على فراق صغيرتها .






    و بخطوات مترددة ، خطت الصغيرة أولى خطواتها خارج العالم الوحيد الذي عرفته تحتضن بين ذراعيها دمية من قماش و ما اتسعت له ذاكرتها الغضة من سنواتها الثلاث التي قضتها في السجن .






    عائشة جاوزت سنتها الثالثة بشهرين ، و يقول المحامي : ' كان يجب أن تغادر قبل اليوم بستة أشهر على الأقل ، و حسب قانون مصلحة السجون ، لا يجوز للأطفال فوق سن الثانية مرافقة الوالدة المعتقلة ' .



    و مثل عائشة ، ولد خمسة أطفال داخل المعتقلات الإسرائيلية لأمهات سجينات , وفق إحصائيات ' مؤسسة الضمير ' التي ترعى شؤون الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية ، خرج ثلاثة منهم مباشرة بعد الولادة لأسباب صحية تتعلق بظروف الولادة الصعبة ، فيما توفي طفل واحد خلال عملية الولادة ، و كانت عائشة الخامسة التي أصرت والدتها على إرضاعها .







    عودة الى البيت




    بسرعة ، انشغلت عائشة بهاتفي الخلوي الذي لفت انتباهها برنينه المستمر، و هكذا أفلتت يد المحامي لترافقني و جدتها إلى المنزل .







    هناك ، انطلقت الصغيرة مستكشفة كل زاوية من زوايا المكان ، فيما جلست أحادث الجدة بعد أن فشلت كل محاولاتي مع الصغيرة أحثها على الكلام ، كان قلق الجدة يتمحور حول قدرتها على العناية بحفيدتها ' لو أنهم تركوا أحد أبويها طليقا على الأقل ، أنا لن أقوى على ملاحقتها في كل مكان ، فمرض السكري أتلف قدمي '.







    اشتكت الجدة فيما تتنقل نظراتها مع قفزات الصغيرة التي بدت و كأنها تكتشف عالمها الجديد باحثة لنفسها عن مكان فيه .




    غابت عائشة بإحدى غرف المنزل لتعود راكضة و قد حملت بين يديها صورة والديها يوم زفافهما ، و بما أنها لم تعرف والدها إلا من خلف القضبان و لخمس و أربعين دقيقة فقط هي مدة الزيارة الواحدة ، لكنها بالطبع ميزت والدتها ... ' من هذه ؟ ' سألتها محاولة جرها للحديث .







    نظرت إلي الصغيرة و كأنها تعاتبني على جهلي ' ماما ... وين ماما ؟ ... أروح ماما ؟ ' تمتمت الصغيرة بمفرداتها الخاصة بها فيما تسمرت عيناها على الإطار الذي تحمله فتتحسس الصورة تارة و تقبلها تارة أخرى . ' وين ماما راحت ' .




    كنت أستعد للمغادرة عندما استوقفتني الصغيرة و هي تشد حقيبتي و تتمتم بكلمات لم أفهمها ، انحنيت مقتربة من عائشة أحاول فهم ما تقول ، بدت و كأنها تستجمع ما في قاموسها الصغير من كلمات علها تحصل على ما تريد ثم نطقت ' أروح معك ؟ ... أجيب ماما ؟ ' .




    وقفت عائشة بتحد تبوح بشوقها لحضن أمها و إن احتجزته القضبان . فسنواتها الثلاث كن بالنسبة لها عمراً كافياً لتدرك الكثير ...




    صور عائشة




    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ 154221_1213398878






    الطفلة عائشة خارج السجن








    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ 154221_1213399020







    عائشة خارجة من السجن مع المحامي







    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ 154221_1213399071






    عائشة تشعر بالغربة حتى بالنسبة لجدتها







    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ 154221_1213399124






    التأقلم مع المحيط دون خارج السجن ليس سهلا







    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ 154221_1213399175







    [size=25]عائشة مع مراسلة بي بي سي


    [/size]







    عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Shakehead عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Dunno عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Shakehead عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Dunno عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Shakehead عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Dunno عائشة : أصغر سجينة فلسطينية تغادر المعتقل‏ Shakehead

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 2:29 pm