الرئيسية
((( أضواء على حديث الكساء)))
بعدأن قمنا بالإجابة على سؤال الأخ (اسبانتا )عن وجودنا هل هو نعمة أم نقمة؟،أثنى علينا الثناء العاطروكال لنامن المدح مالا نستحقه.
ثم وجه إلينا ثلاثة أسئلة مهمة جداجدا عن (حديث الكساء)وقد أجبناه عليها إجابة مفصلة ودقيقة يجدربالجميع الإطلاع عليها والإستفادة منها.
ونظرا لطول الإجابة فإني سأجعلها في حلقات هذه أولها،وأحب أن أنبّه إلى أنني سأشير في الإجابة إلى نقاط ذكرت تفصيلها في جواب سؤال( نعمة الوجود)، ولذا فإني أنصح بقراءة ذلك الجواب (أعني جواب سؤال نعمة الوجود)قبل قراءة هذا الجواب ،ليخرج القارىء بأكبر قدرممكن من الفائدة.
والآن إليكم سؤال الأخ (اسبانتا)بنصه دون نقل كلمات المدح والإطراء،وإليكم الجزء الأول مماقلناه في جوابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
اللهم صل على محمد وآل محمد
جاء في حديث الكساء ( و عزتي وجلالي ، إني ما خلقت سمـاء مبنية ، ولا أرضا مدحيـة ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ، ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري ، إلا لأجلكم و محبتكم )
السؤال : هل المقصود من هذا الحديث هو تبيان أن العلة من إيجاد الخلق هم محمد وآل محمد ( ص ) ؟
السؤال الثاني : يظهر لي من سياق الحديث أن البشر ( أنا وأنت وفلان ) هم من ضمن المخلوقات التي خلقت من أجل محمد وآل محمد . فهل خلقنا لأجل النبي وآله الطاهرين(ص) ؟
أم أن المقصود هو أن جميع ماذكر ( السماء المبنية والأرض المدحيه والقمر المنير ..... إلخ ) يجب أن يكونوا في طاعة ومحبة محمد وآل محمد (ص) ؟
أرجو التوضيح حفظكم الله من كل سوء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين...
أهلاً بك مجدداً أخي الكريم (اسبانتا) :
كان لكم حول حديث الكساء المروي عن السيدة الزهراء عليها السلام والذي فيه أن الله تعالى قال ـ بعد ما اجتمع النبي والوصي والزهراء والحسنان تحت الكساء ـ: ( يا ملائكتي ويا سكان سماواتي , إني ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مد حية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ...)
أقول :
كان لكم حول هذا الحديث العظيم ثلاثة أسئلة هي على النحو التالي:
س1/ هل المقصود من هذا الحديث أن العلة من إيجاد الخلق هم محمد وآل محمد (ص)؟
س2/ هل البشر إنما خلقوا لأجل النبي وآله الطاهرين؟
س3/ ما ذكر في الحديث من سماء وغيرها,وبكلمة مختصرة : هذا الكون بكل ما فيه هل يجب أن يكون في طاعة محمد وآل محمد؟
وقبل أن أجيبك عن هذه الأسئلة العميقة الدقيقة أحب أن أشير إلى بعض النقاط على النحو التالي:
النقطة الأولى:
إن آية التطهير ونزولها في أهل البيت (ع) مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحديث الكساء.
لأنها نزلت بعد أن جمع النبي (ص) علياً والزهراء والحسنين (ع) تحت الكساء , ثم أخذ (ص) – كما في الرواية عن أم سلمه- بفضلة إزاره فغشاهم بها , ثم أخرج يده من الكساء وأو مأ بها إلى السماء وقال (ص) : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً).
قالها (ص) ثلاث مرات.ونزلت الآية الكريمة : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
النقطة الثانية:
إن حديث الكساء ونزول آية التطهير في أهل البيت من أشهر الأحاديث وأكثرها تواتراً بين المسلمين , والروايات في هذا الشأن تزيد عن السبعين رواية.
ولم تنحصر هذه الروايات في الشيعة فقط,بل رواها أهل السنة في كتب التفسير والحديث والفضائل..وغيرها.
وهي روايات موجودة في صحيح مسلم,ومسند أحمد بن حنبل والمستد رك على الصحيحين للحاكم النيسا بوري وتفسير الثعلبي والد ر المنثور للسيوطي ومناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري وينابيع المودة لسليمان
القند وزي وأسباب النزول للواحدي والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي...وغير ذلك الكثير من مصادر أهل السنة والجماعة.
النقطة الثالثة:
إن حديث الكساء ونزول آية التطهير ورد بألفاظ متقاربة , ورواه المسلمون – سنة وشيعة- عن رسول الله (ص) بطرق متعد د ة وأسانيد مختلفة عن جمع غفير من الصحابة منهم : أم سلمه وعائشة وأبو سعيد الخد ري وسعد بن أبي وقاص وواثلة بن الأسقع وأبو الحمراء وعبدالله بن عباس وثوبان مولى النبي (ص) وعبدالله بن جعفر وجابر بن عبدالله الأنصاري , وأبو ذر الغفاري وعمرو بن ميمون الأودي , كما أنه مروي عن أمير المؤمنين والزهراء والإمام الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادق والرضا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقد ذكرنا في كتابنا (في رحاب آية التطهير) تقديم العلامة الدكتور/ عبد الهادي الفضلي , أربعين حديثاً عن رسول الله وأهل بيته (ع) في حديث الكساء ونزول آية التطهير في أهل بيت العصمة والطهارة , بالإضافة إلى اثني عشر محاجة للأئمة المعصومين (ع) في هذا المعنى, فراجع.
النقطة الرابعة:
إن ما يمكن أن نستفيده من حديث الكساء ونزول آية التطهير في أهل البيت (ع) لا ينحصر فيما طلبتم منا بيانه من خلال أسئلتكم الثلاثة , بل أنه ينطوي بالإضافة إلى ذلك على مضامين سامية جداً , وبإمكننا أن نخرج منه بفوائد كثيرة ومهمة منها :
1/ سمو مكانة أهل البيت , وعظمة منزلتهم عند الله تبارك وتعالى.
2/ عصمة أهل بيت النبوة وطهارتهم من الذنوب والمعاصي.
3/ أن أهل البيت هم أئمة المسلمين وخلفاء النبي في أمته.
4/ أن الأرض لا تخلو من حجة إلى قيام الساعة.
5/ أن النبي وآله هم المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي , فقولهم وفعلهم وتقريرهم حجة.
6/ أنهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء على الإطلاق.
7/ أنهم العلة الغائية للخلق والإيجاد.
8/ أن لهم الولاية التكوينية على كل الموجودات.
9/ إن لقراءة حديث الكساء أو الاستماع إليه فوائد كثيرة مادية ومعنوية.
هذا ما أسعفتني به الذاكرة والتأمل الآن , ولا أشك أني لو تأملت أكثر أو أني توسعت في البحث بدل الاعتماد على الذاكرة فقط , فإني سأخرج بفوائد أخرى كثيرة مرتبطة بحديث الكساء وآية التطهير.
ولعلك تعلم أن بسط الحديث في هذه النقاط.وتناولها بالشرح والبيان لا يستدعي فقط الإطالة , بل انه يدعونا إلى تأليف كتاب كبير الحجم كثير الصفحات .
لذا فإني سأكتفي فقط بالإجابة عن النقاط التي وردت في أسئلتكم الثلاثة , وربما نقوم بتوضيح مختصر لبعض هذه النقاط أثناء إجابتنا إذا لزم الأمر ودعت الحاجة .
علماً بأني قمت ببيان بعضها في كتابي (في رحاب آية التطهير) وقد سبق نشر هذا الكتاب وأملي أن تكون عندك نسخة منه لتراجع منه ما تريد مما له علاقة بالموضوع.
بعدأن قمنا بالإجابة على سؤال الأخ (اسبانتا )عن وجودنا هل هو نعمة أم نقمة؟،أثنى علينا الثناء العاطروكال لنامن المدح مالا نستحقه.
ثم وجه إلينا ثلاثة أسئلة مهمة جداجدا عن (حديث الكساء)وقد أجبناه عليها إجابة مفصلة ودقيقة يجدربالجميع الإطلاع عليها والإستفادة منها.
ونظرا لطول الإجابة فإني سأجعلها في حلقات هذه أولها،وأحب أن أنبّه إلى أنني سأشير في الإجابة إلى نقاط ذكرت تفصيلها في جواب سؤال( نعمة الوجود)، ولذا فإني أنصح بقراءة ذلك الجواب (أعني جواب سؤال نعمة الوجود)قبل قراءة هذا الجواب ،ليخرج القارىء بأكبر قدرممكن من الفائدة.
والآن إليكم سؤال الأخ (اسبانتا)بنصه دون نقل كلمات المدح والإطراء،وإليكم الجزء الأول مماقلناه في جوابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
اللهم صل على محمد وآل محمد
جاء في حديث الكساء ( و عزتي وجلالي ، إني ما خلقت سمـاء مبنية ، ولا أرضا مدحيـة ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ، ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري ، إلا لأجلكم و محبتكم )
السؤال : هل المقصود من هذا الحديث هو تبيان أن العلة من إيجاد الخلق هم محمد وآل محمد ( ص ) ؟
السؤال الثاني : يظهر لي من سياق الحديث أن البشر ( أنا وأنت وفلان ) هم من ضمن المخلوقات التي خلقت من أجل محمد وآل محمد . فهل خلقنا لأجل النبي وآله الطاهرين(ص) ؟
أم أن المقصود هو أن جميع ماذكر ( السماء المبنية والأرض المدحيه والقمر المنير ..... إلخ ) يجب أن يكونوا في طاعة ومحبة محمد وآل محمد (ص) ؟
أرجو التوضيح حفظكم الله من كل سوء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين...
أهلاً بك مجدداً أخي الكريم (اسبانتا) :
كان لكم حول حديث الكساء المروي عن السيدة الزهراء عليها السلام والذي فيه أن الله تعالى قال ـ بعد ما اجتمع النبي والوصي والزهراء والحسنان تحت الكساء ـ: ( يا ملائكتي ويا سكان سماواتي , إني ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مد حية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ...)
أقول :
كان لكم حول هذا الحديث العظيم ثلاثة أسئلة هي على النحو التالي:
س1/ هل المقصود من هذا الحديث أن العلة من إيجاد الخلق هم محمد وآل محمد (ص)؟
س2/ هل البشر إنما خلقوا لأجل النبي وآله الطاهرين؟
س3/ ما ذكر في الحديث من سماء وغيرها,وبكلمة مختصرة : هذا الكون بكل ما فيه هل يجب أن يكون في طاعة محمد وآل محمد؟
وقبل أن أجيبك عن هذه الأسئلة العميقة الدقيقة أحب أن أشير إلى بعض النقاط على النحو التالي:
النقطة الأولى:
إن آية التطهير ونزولها في أهل البيت (ع) مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحديث الكساء.
لأنها نزلت بعد أن جمع النبي (ص) علياً والزهراء والحسنين (ع) تحت الكساء , ثم أخذ (ص) – كما في الرواية عن أم سلمه- بفضلة إزاره فغشاهم بها , ثم أخرج يده من الكساء وأو مأ بها إلى السماء وقال (ص) : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً).
قالها (ص) ثلاث مرات.ونزلت الآية الكريمة : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
النقطة الثانية:
إن حديث الكساء ونزول آية التطهير في أهل البيت من أشهر الأحاديث وأكثرها تواتراً بين المسلمين , والروايات في هذا الشأن تزيد عن السبعين رواية.
ولم تنحصر هذه الروايات في الشيعة فقط,بل رواها أهل السنة في كتب التفسير والحديث والفضائل..وغيرها.
وهي روايات موجودة في صحيح مسلم,ومسند أحمد بن حنبل والمستد رك على الصحيحين للحاكم النيسا بوري وتفسير الثعلبي والد ر المنثور للسيوطي ومناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري وينابيع المودة لسليمان
القند وزي وأسباب النزول للواحدي والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي...وغير ذلك الكثير من مصادر أهل السنة والجماعة.
النقطة الثالثة:
إن حديث الكساء ونزول آية التطهير ورد بألفاظ متقاربة , ورواه المسلمون – سنة وشيعة- عن رسول الله (ص) بطرق متعد د ة وأسانيد مختلفة عن جمع غفير من الصحابة منهم : أم سلمه وعائشة وأبو سعيد الخد ري وسعد بن أبي وقاص وواثلة بن الأسقع وأبو الحمراء وعبدالله بن عباس وثوبان مولى النبي (ص) وعبدالله بن جعفر وجابر بن عبدالله الأنصاري , وأبو ذر الغفاري وعمرو بن ميمون الأودي , كما أنه مروي عن أمير المؤمنين والزهراء والإمام الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادق والرضا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقد ذكرنا في كتابنا (في رحاب آية التطهير) تقديم العلامة الدكتور/ عبد الهادي الفضلي , أربعين حديثاً عن رسول الله وأهل بيته (ع) في حديث الكساء ونزول آية التطهير في أهل بيت العصمة والطهارة , بالإضافة إلى اثني عشر محاجة للأئمة المعصومين (ع) في هذا المعنى, فراجع.
النقطة الرابعة:
إن ما يمكن أن نستفيده من حديث الكساء ونزول آية التطهير في أهل البيت (ع) لا ينحصر فيما طلبتم منا بيانه من خلال أسئلتكم الثلاثة , بل أنه ينطوي بالإضافة إلى ذلك على مضامين سامية جداً , وبإمكننا أن نخرج منه بفوائد كثيرة ومهمة منها :
1/ سمو مكانة أهل البيت , وعظمة منزلتهم عند الله تبارك وتعالى.
2/ عصمة أهل بيت النبوة وطهارتهم من الذنوب والمعاصي.
3/ أن أهل البيت هم أئمة المسلمين وخلفاء النبي في أمته.
4/ أن الأرض لا تخلو من حجة إلى قيام الساعة.
5/ أن النبي وآله هم المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي , فقولهم وفعلهم وتقريرهم حجة.
6/ أنهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء على الإطلاق.
7/ أنهم العلة الغائية للخلق والإيجاد.
8/ أن لهم الولاية التكوينية على كل الموجودات.
9/ إن لقراءة حديث الكساء أو الاستماع إليه فوائد كثيرة مادية ومعنوية.
هذا ما أسعفتني به الذاكرة والتأمل الآن , ولا أشك أني لو تأملت أكثر أو أني توسعت في البحث بدل الاعتماد على الذاكرة فقط , فإني سأخرج بفوائد أخرى كثيرة مرتبطة بحديث الكساء وآية التطهير.
ولعلك تعلم أن بسط الحديث في هذه النقاط.وتناولها بالشرح والبيان لا يستدعي فقط الإطالة , بل انه يدعونا إلى تأليف كتاب كبير الحجم كثير الصفحات .
لذا فإني سأكتفي فقط بالإجابة عن النقاط التي وردت في أسئلتكم الثلاثة , وربما نقوم بتوضيح مختصر لبعض هذه النقاط أثناء إجابتنا إذا لزم الأمر ودعت الحاجة .
علماً بأني قمت ببيان بعضها في كتابي (في رحاب آية التطهير) وقد سبق نشر هذا الكتاب وأملي أن تكون عندك نسخة منه لتراجع منه ما تريد مما له علاقة بالموضوع.
